للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له رجل خراساني: ما تقول يا أبا عبد الله في رجل لقوم عليه دين، أعطى بعضا وترك بعضا، أله أن يأخذ منه؟

فقال مالك: إذا كان الرجل يغنى عن المسلمين ما لا يغنيه المسلمون عن أنفسهم، أخذ منه، ولقد كنت البارحة انظر في قصة "المحبسين" (٢٣٩) إلى أن طلع الفجر.

وقال الحارث عن ابن القاسم: كان مالك يقول: أما الخلفاء فلا شك، يعنى أنه لا بأس به، وأما من دونهم فإن فيه شيئا؟

- * -

وقال ابن أبي زنبر (٢٤٠): أجاز هارون مالكا بثلاثة آلاف، فقال له رجل من الزهاد: يا أبا عبد الله! ثلاثة آلاف تأخذها من أمير المؤمنين؟ كأنه يستكثرها (٢٤١)، فقال مالك: إذا كان مقدار ما لو كان إمام عدل، فأنصف أهل المروءة، أصابه شبيه لذلك، لم أر به بأسا، وإنما أكره الكثير الذي لا يشبه أن يستحقه صاحبه.

وسأله غير واحد عن جائزة السلطان فقال: لا تأخذها؟ فقال له: فأنت تقبلها. فقال: أتريد أن أبوء (٢٤٢) بإثمى وإثمك؟

وقال لآخر: جئت تبكتني بذنوبي؟

- * -

قال محمد بن مسلمة: دخل ملك على المهدى فقال له: أوصنى.

فقال: أوصيك بتقوى الله وحده، والعطف على أهل بلد رسول الله وجيرانه، فإنه بلغنا أن رسول الله صلى الله


(٢٣٩) ا، ك: المحبسين - ط: المجلس - م: المحبسين، وبطرتها ما يلي: في نسخة "المحسنين".
(٢٤٠) ك، م: ابن أبي زنبر - ا: ابن أبي زيد - ط: ابن أبي زبير.
(٢٤١) ك: يستكثرها - ا: يستنكرها.
(٢٤٢) ا: أن أبوء - ك: أن تبوء.