بالشيخ أبي عمر، فوقع أسفلها هذا من حيل الفجار، وأرى الشفعة واجبة؛ فلما رأى ابن تمام جوابه، قال: هذا عقاب لا يطار تحت جناحه! والحق خير ما قيل، هات مالي وخذ حمامك.
ومن غرائب فتاويه التي راغم فيها ابن أبي عامر، قصة عبد الملك بن منذر البلوطي - وكان يتولى الرد بقرطبة، وكان هو وأهل بيته من صنائع الحكم؛ فلما تغلب ابن أبي عامر على الأمر، واتخذ لنفسه صنائع، وحجر على هشام الخليفة؛ دوبت قلوب الناس عليه، فكانوا يتربصون به الدوائر، واجتمع جماعة من وجوه الناس على العبث [١] بهذا الخليفة المستضعف، والبطش بابن عامر وقتله، والقيام بغيره؛ وكان ابن منذر المتولي لكبر القصة، فوقع ابن أبي عامر على الخبر، وعلى كتاب بخط ابن منذر في القصة؛ وجمع الفقهاء، والقاضي ابن زرب للشورى في أمرهم - وقد أقر ابن منذر بالأمر على نفسه، وأن الكتاب خطه؛ فأفتى بعض الفقهاء فيهم بحكم المحاربة، لما سعوه من الفساد في الأرض؛ وتوقف آخرون، منهم: القاضي؛ وألح ابن أبي عامر على أبي عمر عمر بن المكوي، واضطره إلى القول فيها؛ فقال: ما أرى عليه شيئًا، هو رجل هم بمعصية فلم