للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعبادة ربه، ويأكل ما يصنع بيده، مثل بقل الفحص وما أشبهه؛ ولبس الصوف، وتوسد الأرض، واعتزل امرأته باختيارها المقام معه، وكان لا يجالس أحدا - ألبتة.

قال القاضي موسى: كان أبو بكر فقيها، قد عني بالحديث والمسائل، وكان ذا رئاسة في العلم والخبر، وشوور وعظم جاهه؛ ثم أوقع الله بنفسه حب الآخرة، والزهد في الدنيا، فزهد في الدنيا، ولزم العبادة إلى أن مات؛ وكان ابتداء تبتله عند انصرافه من دفن أبي بكر البيري الزاهد - صاحبه، وكان يجالسه وهو يسهل الطريق له إلى العبادة بتدريج حتى تم له مراده: فكان يصوم النهار، ويقوم الليل، - حتى مات؛ وكان يخدمه أيام نسكه أبو بكر القرشي الزاهد.

قال القاضي يونس الصفار: قعدت إلى المعيطي في تبتله مرة في الجامع، فوجدته على ما [١] عهدته من الانبساط إلي، وكان بيننا المرافقة في طلب العلم، فذاكرته بحديث نقله ابن أبي الدنيا، فيه: أن الشاب إذا صدق في توبته، عجلت منيته؛ فسر به، وسألني أن أرسل إليه بالكتاب الذي وجدته فيه؛ فما عاش بعد ذلك إلا نحو من شهرين ومات، وما رجع إلي الكتاب إلا بعد موته، وكان موته بعد انقباضه سبعة عشر شهرا.


[١] ما: ط ن - ا.