للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقبل على القاضي أبي بكر فقال: يا فقيه، البطرك قيم الديانة، وولي النحلة؛ فسلم القاضي عليه أحفل سلام، وسأله أحفل سؤال وقال له: كيف الأهل والولد؟ فعظم قوله هذا عليه وعلى جميعهم، وتغيروا له، وصلبوا على وجوههم، وأنكروا قول أبي بكر عليه؛ فقال: يا هؤلاء، تستعظمون لهذا الإنسان اتخاذ الصاحبة والولد، و تربون [١] به عن ذلك، ولا تستعظمونه [٢] لربكم عز وجهه. فتضيفون ذلك إليه، سوأة [٣] لهذا الرأى؛ ما أبين غلطه! فسقط في أيديهم، فلم [٤] يردوا جواباً؛ وتداخلتهم [٥] له هيبة عظيمة، وانكسروا؛ ثم قال الملك للبطرك: ما ترى في أمر هذا الشيطان؟ قال: تقضي حاجته، وتلاطف صاحبه، وتبعث بالهدايا إليه [٦]، وتخرج هذا العراقي عن بلدك من يومك - إن قدرت، والا لم آمن الفتنة [٧] به على النصرانية؛ ففعل الملك ذلك، وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه، وعجل تسريحه، وبعث معه عدة من أسارى المسلمين والمصاحف، ووكل بالقاضي من جنده من يحفظه حتى يصل إلى مأمنه؛ قال غيره: وكان سير القاضي إلى ملك الروم سنة نيف وثمانين وثلاثمائة.


[١] وتربون: ط، وتتبرؤون: ا ن.
[٢] تستعظمونه: ن، تستمظمون: ا ط.
[٣] سؤة: ا ط. اسوة: ن.
[٤] فلم: ا، ولم: ط ن.
[٥] وتداخلتهم: ا، وتداخلهم: ط ن.
[٦] بالهدايا إليه: ا ن، إليه بالهدايا: ط.
[٧] الفتنة: ا ن، من الفتنة - بزيادة (من): ط.