للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قد حضر عندي جماعة من أولاد نبيكم، والمشهورين فيكم، وقال: إن ذلك في كتابكم [١]؛ قلت: أيها الملك، في كتابنا أن ذلك كله كان بإذن الله تعالى، وتلوت عليه منصوص القرآن في المسيح بإذني، بإذني؛ وقلت: إنما فعل المسيح [٢] كله بإذن الله [٣] وحده، لا شريك له، لا من ذات المسيح؛ ولو كان المسيح يحيى الموتى ويبرئ الاكمه والأبرص من ذاته وقوته، لجاز أن يقال إن موسى فلق البحر، وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته؛ وليست معجزات الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من أفعالهم دون إرادة الخالق؛ فلما لم يجز هذا، لم يجز أن تسند المعجزات التي ظهرت على يد المسيح؛ فقال الملك: وسائر الأنبياء كلهم من آدم إلى من بعده، كانوا يتضرعون للمسيح حتى يفعل ما يطلبون؛ قلت: إنه في لسان اليهود عظيم، لا يقدرون أن يقولوا إن المسيح كان يتضرع إلى موسى؛ وكل صاحب نبي يقول أن المسيح كان يتضرع إلى نُبَيْهٍ، فلا فرق في الموضعين في الدعوة

قال القاضي [٤]: ثم تكلمنا في مجلس ثالث، فقلت له: لم [٥] اتحد اللاهوت بالناسوت؟ قال: أراد أن ينجي الناس من الهلاك. قلت له: هل دري بأنه يقتل ويصلب ويفعل به كذا، ولم يؤمن به اليهود؛ فإن قلت إنه لم يدر ما أراد اليهود به، بطل أن


[١] كتابكم: ط ن، كتبكم: ا.
[٢] المسيح ذلك: ا ن، ذلك المسيح: ط.
[٣] باذن الله: ا، بالله: ط ن.
[٤] قال القاضي: ن - ا ط.
[٥] له لما - ا ط.