للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن مفرج: الباجي من أهل الرواية العليا [١]. والبصر بالحديث، والمعرفة بالفقه، الراسخين فيه، الحافظين له؛ من أهل النصائح في الدين، والتواضع في الدنيا ولا يصحب السلطان؛ ولي مرة قضاء بلده وشواره، ولج [٢] في الاستعفاء حتى عوفي من القضاء، وبلغ عدد ما رواه من الدواوين مائتين وثمانين ديوانًا، وأوصله ابن أبي عامر إلى نفسه وسلم عليه، وكانت فيه صحة، وقوة عارضة؛ فقال لابن أبي عامر: أي والد كان والدك وأثنى عليه خيرًا، ووصفه بطلب [٣]، قال: وكان لي صديقًا، سمت معه على الشيوخ، ولم يكن فضوليًا [٤]؛ وأما [٥] أنت فلم تماثله، وأدخلت يدك في الدنيا فانغمست في لجتها، وطلبت الفضول، وعلمت أخبارًا كثيرة، وأوبقت نفسك - والله - يا مغرور، وعز علي انتشابك؛ فاحتمل ابن أبي عامر [٦] قوله لعلمه بسلامته، ثم قال له: يا حاجب، قال النبي : ليس على مسلم جزية (١). فايش تقول أنت فيه [٧]؟ فقال ابن أبي عامر: وما عسى أن أقول في حديثه، هو حق


[١] العليا: ن، العالية: ط، العلمية: أ.
[٢] ولح: ا ط، ولج: ن.
[٣] بطلب: أ ن - ط.
[٤] يكن فضوليا: أ ن، تكن في فضوليات: ط.
[٥] وأما: أ - ط ن، تماثله: ا ط، تمتثله: ن.
[٦] فاحتمل أبي أبي عامر: أ ط، فاحتمل إلى ابن أبي عامر: ن.
[٧] أنت فيه: أ ن، فيه أنت: ط.