للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفعل هذا - وقد رويت [١] كذا، وسمعت كذا، وجلب الآثار في نكث البيعة، والسعي في الفساد [٢]، فلم يوجد إليه سبيل. وسلك غيره من العلماء المتهمين مسلكه، فأمر به وبهم إلى المطبق - على اختلاف أحوالهم، وكان ذلك في سنة ثمان وستين، فلم يزل أبو عبيد في المطبق إلى أن مات فيه سنة ثمان وسبعين - فيما قاله ابن مفرج، قال بعد أن أقام فيه نحو عشرة أعوام.

وقال ابن الفرضي: توفي أبو عبيد بمطبق الزهراء سنة إحدى وسبعين، ومولده فيما قيل آخر سنة اثنتي [٣] عشرة، وقيل توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة.

ذكر أن أبا بكر [٤] بن مجاهد الإلبيري، نهض مع أصحابه إلى أبي عبيد الجبيري ليزوره بالزهراء - على عادته له، وكان صديقه، فلما حضر عنده. أحضر طعاما ودعاهما إلى أكله، فأكلا معه؛ فلما خرج، سئل أبو بكر عن أكله طعامه -[٥] قد علم أن ليس عنده مال إلا ما أعطاه السلطان؛ فقال أبو بكر هو رجل من أهل العلم، فلو أمسكت عن طعامه، لكان جفاء، وأنا في نفسي أحقر من أن أجعلها معه في هذا المنصب [٦]؛ وقد قومت ما أكلت، وأجمعت على الصدقة به وثواب ذلك لصاحبه، ورأيت هذا أفضل من الشهرة والإمساك عن طعامه، والجفاء عليه [٧].


[١] رويت: أن، رأيت: ط.
[٢] والسعي في الفساد: أ، والسعي والفساد ط ن.
[٣] اثنين: أ، اثنتين: ط ن.
[٤] أبا بكر: أن، أبا محمد: ط.
[٥] أكله طعامه: أ، أكل طعامه: ط ن.
[٦] النصاب: أن، المنصب: ط.
[٧] والجفاء عليه: أن - ط.