للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن مفرج: كان أبو عبيد من الصالحين العلماء، تطلب صغيرًا، ورحل فحج وتوسع في الطلب؛ وكان له إلى علمه - أدب وفهم، وحسن خط وذكاء، وتفنن في المعرفة؛ وكان حسن التأليف. له كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم فيما خالف فيه ابن القاسم مالكا، كتاب حسن.

وكانت له من الحكم المستنصر منزلة ومكانة علية، أسكنه معه في الزهراء، وتوسع له. وولي قضاء بلنسية، وطرطوشة، فحكمهما [١] دهرا - فيما قاله [٢] ابن حزم. وقال ابن الفرضي: استقضاه المستنصر على طرطوشة وعملها، فاستعفى؛ ولحقته التهمة مع عبد الملك بن المنذر البلوطي صاحب الرد - في جماعة من أهل العلم وغيرهم - بالقيام مع عبد الله [٣] بن عبد الرحمان الناصر على المؤيد هشام، وصاحب دولته ابن أبي عامر؛ وكانت قصة [٤] عظيمة حان [٥] فيها لحينه عبد الله [٦]، وصاحب الرد عبد الملك، بسبب إقراره واعترافه بذلك، لخدعة لحقته من ابن أبي عامر في الإقرار، فأفتى بعضهم على عبد الملك بالقتل، ونزع بآية المحاربين. وقال ابن المكوي: هؤلاء هموا بمعصية فلم يفعلوها. فلا قتل عليهم؛ فأمر ابن أبي عامر بقتل عبد الله، وصلب ابن منذر فنفذ ذلك. ولاذ أبو عبيد بالإنكار، وتخوف [٧] مما خوف به [٨]، وقال: معاذ الله أن


[١] تحكمهما: ط. فحكمها: أن.
[٢] قاله: أ ط قال: ن.
[٣] عبد الله: ط ن، عبيد الله: أ.
[٤] قصة: ط ن، قصته: أ.
[٥] حان: ن، حاز: أ. بار: ط.
[٦] عبد الله ط عبيد الله: أن.
[٧] وتخوف: أن، تخوف: ط.
[٨] خوف به: أ قذف به: ط، قرب له: ن.