للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب السلطان، فأولى [١] بك أن لا تخرج إلى الصلاة على الجنائز، فلما أكثرنا عليه، قال: كأنكم خفتم علي منهم، قلنا [٢]: نعم، قال: اللهم إن كنت أخافهم دونك [٣]، فسلطهم علي، فأمنا حينئذ ومشينا معه.

وجاء إليه مرة حسون [٤] صاحب الأسطول في عسكر عظيم وصقالبة، فلما سلم الشيخ من الصلاة، مضى إليه حسون ومن معه وعامل البلد [٥] ليسلموا عليه، فحول إليهم وجهه - وهو مغضب، وقال لهم: خير ما لكم عندي ما أعرف [٦] فلانا، ما في الدارين غير الله هو الضار النافع.

وأتاه يوما حاكم سفاقس وكان تشرق وابن حجاج من أصاحب [٧] السلطان. فجلسا بين يديه إلى جانب مزبلة وجلس بينهما شيخ ضعيف العقل، فأقبل يثنى عليهما، فقال أبو إسحاق جاء في الحديث: احثوا التراب في وجوه المداحين. وجاء في الحديث: إذا مدح الفاسق، غضب الله ﷿، ولا سبيل إلى التخلف عما أمر به النبي ، فحثا بيديه في وجه الشيخ الضعيف العقل ثلاث حثيات، فامتلأت لحية الحاكم وصاحبه وانصرفا.

وكان في أصحاب أبي إسحاق رجل مؤدب يزوره كل جمعة فسرقت دابته، فطلبها فلم يجدها، قال فأتيت أبا إسحاق وأنا أبكي فعرفته، فقال: يا ضعيف


[١] ولى: م. وما: أ ط.
[٢] فقلنا: أ ط. وقلنا: م.
[٣] تعلم أني: م - أ ط.
[٤] حسون: أ ط - م.
[٥] وعامل البلد: أ ط - م.
[٦] ما أعرف: أ ط. فما أعرف: م.
[٧] من أصحاب: ط م. صاحب من: أ.