للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ولى قضاء الجماعة [١] فما رأينا ولا سمعنا [٢] أحدا من عقلاء اخوانه ومنصفى معارفه، يذم حالا منه، ولا يشكو تغيرا ولا نبوة، بل يصفونه بغير ذلك، بما [٣] هو أشبه بأهل الكمال والمروءة (٦٠).

وذكره ابن عبد الرؤوف في طبقاته فقال: كان فقيها، عالما، سنيا، من بيت علم وفقه وسنة وروايات [٤] واسعة، وكان يتصرف في علم الأدب تصرف اتقان، وله رسوخ في افانينه، من عربية، ولغة، وخبر، ومثل، وله لسان ذرب، وبيان حسن [٥]؛ وكان محببا في العامة، مقربا لذى [٦] الخاصة ومن الخليفة، مؤتمنا على أسراره، حتى لقد بواه فراش كرامة [٧] مع وزرائه، مدنيا لمكانه من غير أن يوقع عليه اسم الوزارة. فكان يحضرهم ممدا برأيه عند استدعائه، وكان ممن قال الشعر بطبع حسن، وتصرف في [٨] ضروبه. وله إلى ذلك الشأو البعيد في الخطابة، لم يكن عليه في الكلام مؤونة.

قال الحسن بن محمد بن مفرج في كتاب الانتخاب: لم يكن في قضاة الأندلس أكثر شعرا منه، حتى لقد ذكره ابن عبد الرؤوف الكاتب [٩] في كتاب طبقات [١٠] الشعراء بالأندلس.


[١] قضاء الجماعة: أ ط، القضاء: م.
[٢] فما رأينا ولا سمعنا، أ م، فما سمعنا ولا رأينا، ط.
[٣] مما: أ ط، بما: م.
[٤] وروايات: أ ط، ورواية: م.
[٥] حسن: أ ط - م.
[٦] لذوي: أ ط، لذى: م.
[٧] كرامة: ط م. كرامته: أ.
[٨] من: أ ط، في: م.
[٩] الكاتب: أ ط - م.
[١٠] طبقات: أ ط - م.