للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحية، يزمر بزق، فقال له أبو إسحاق: ايه! [١] لعلك قالت لك نفسك أنك خير منه! أنه مسلم، ما بينك وبينه إلا أن يتوب، إياك أن تحدثك نفسك أنك خير منه، والله ما أرى لي فضلا على أهل الكبائر من المسلمين، فإذا رأيتم أهل البلاء، فاحمدوا الله على العافية.

فذكر [٢] أن الرجل رئي بعد ذلك قد تاب وحج وحسن حاله.

قال محمد بن إدريس: خرجت أريد الحانوت، فلقيت أبا العباس بن غانم [٣]، فقال لي، وأنتم هنا؟ والله لا سكنتم هذا الدرب [٤] معي، فاعملوا على الانتقال، لأنكم من حزب السبائي.

وهددني وخوفني، فجئت إلى السبائي فأخبرته وبكيت [٥]، فقال لي: ليس عليك منه شيء، إنما هو كلب ينبح، اللهم عاجله ولا تمهله.

فلما خرجت من عنده وقربت من داري، إذا به قد أتي [٦] به ميتا من الحمام [٧].

قال: وكان رجل من الجند يؤذيه، قال بعضهم: فسمعت منه يوما وقد رآني خارجا من عنده فيه شتما، فوصلت إلى الدار وتوضأت [٨] فسمعت بكاء، فقلت: ما هذا؟

فقيل لي: مات ذلك الرجل - الآن.

ودخل إليه رجل من حاشية السلطان، فتجهمه [٩] الشيخ - فخرج من عنده، فلقي بعض أصحابه، فقال له قصته معه، ثم قال له: قل له سوف ترى.


[١] ايه: أ ط - م.
[٢] فذكر: أ ط، وذكر: م.
[٣] بن غانم: أ ط، بن علي بن غانم: م.
[٤] الوادي: م - أ ط.
[٥] وبكيت: أ ط - م.
[٦] أتى: أ م، أوتي: ط.
[٧] ميتا من الحمام: أ ط، من الحمام ميتا: م.
[٨] وتوضأت: أ ط. فتوضأت: م. ما هذا: أ ط، من هذا: م.
[٩] فتجهمه: أ ط، فتقحمه: م.