للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بحث عن الفقوس وأصله، فإذا به [١] من أرض السلطان، فتقيأه، وحلف أن لا [٢] ياكل فقوسا أبدا.

قال غيره: وكان بجوار أبى ميسرة أسود ينقب ويسرق، ولا يبالى ما يصنع، فقال له الجيران: ارحل عنا. فشتمهم، فأتوا [٣] أبا ميسرة وسألوه الدعاء عليه، فقال: اللهم انه عبد من عبيدك، ونحن نخافه لانه لا يخافك، فاصلحه، فإن لم [٤] يسبق في علمك اصلاحه، فخذه بعلمك [٥]، وأزل عنه حلمك، وفاجئه بسطواتك ونقمك. فلما أصبح، أخرجه الشرط فضربوا عنقه.

وحمل مرة خبزه إلى الفرن، فخرج من الفرن خبز للبيع، وإذا بسائل يسأل فلم يعطه أصحاب الخبز شيئا، فاشترى منها خبرة [٦] ودفعها أبو ميسرة إلى السائل، فلما انصرف إلى مسجده [٧] وقت الصلاة، وجد الخبزة فيه.

وقال رجل لابي ميسرة: ادع الله ان يكفيني [٨] الهم كله. فقال [٩]: أما مادمت في الدنيا، فلا بد لك فيها [١٠] من الهم.

وشكا اليه بعض اخوانه، بعد عهده به، فقال له [١١]: يا أخى انما فائدة الاجتماع الدعاء، فاذا ذكرتنى دعوت لى، واذا ذكرتك دعوت لك، فكأنا التقينا، وان لم [١٢] نلتق.


[١] به: أ ط. هو: م.
[٢] أن لا: ط م، لا: أ.
[٣] فاتوا: ط م، واتوا: أ.
[٤] فإن لم: أ م، وان لم: ط،
[٥] بعلمك: أ ط - م، عنه: أ م - ط.
[٦] خبره: ط. خبزته: أ م.
[٧] مسجده: أ ط، المسجد: م.
[٨] يكفيني: أ ط، يقيني: م.
[٩] فقال: أ، قال: ط م. اما: أ ط - م.
[١٠] فيها: أ ط - م.
[١١] له: أ م - ط.
[١٢] وأن لم: أ ط، ولم - باسقاط (وان): م.