فنظرت إليه، فإذا الجبل كله ذهب يلوح، فنظرت إليه ثم أعرضت عنه.
وقال إبراهيم بن مسرور: بت وفى سري حاجة ضقت بها، فبينما أنا نائم، أقبل على شخص عليه بردة، ورائحة طيبة، فقال: ما لك ضقت بحاجتك؟ اذهب إلى الولي، فإنه يجريها الله على يديه.
قلت: ومن الولي؟
فقال لي: الولي كما ذكرت لك.
فكررت عليه، فقال لي: هو ربيع القطان، فاذهب إليه، وبشره بالولاية.
فأتاه فبشره، فقال له ربيع: أما علمت يا أخي أن المؤمنين كلهم أولياء الله.
قال أخوه أحمد: دخلت عليه يوما وهو متفكر، فسألته عن فكرته، فقال: تفكرت في أمر.
قلت: فيم؟
قال: يراد بي وبرأسي أمر عظيم.
فسألته، فقال: رأيت في رؤياي الحق جل ذكره، فأمرني، فدنوت منه، فشرف موضعا مني وعظمه، ما بين صدغي وأذني من الجانب الأيسر.
فكانت والدته تأمره إذا حلق، أن تأخذ شعر ذلك الموضع، فجمعت منه كثيرا، وأوصت حين موتها أن يدفن معها.
فضرب حين قتل في ذلك الموضع، ﵀.
وقال حسن بن فتحون: قال لي ربيع: ليرادن أمر بهذا الرأس.
يعنى رأسه، فكان ذلك، لما قتلوه أخذوا رأسه، فداروا به في البلاد.