للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأبدلها. وأتى بها، فانتقد عليه أيضا فيها، فأرسل اليه ابن الجباب: أنا أقر أنك أعلم بالوثائق منى" (٦٥٨) فدعنى من كثرة استقصائك، والا حلفت لا كتبت وثيقة.

فتركه ابن بقى بعد ذلك.

قال الصدفى: كان أحمد بن بقى من الدهاة.

وكان أحمد بن عبد ربه يقول: عجائب الدنيا ثلاثة: البحر.

وأحمد بن بقى، وموسى، يعنى ابن حديد الفرضي.

وذكر أن ابن أخى موسى هذا، قال له: يا عم! أغاثنا الله (٦٥٩) بأحمد بن بقى، اذ مال الى طريق الزهد، وترك لنا الدنيا، فلو مال اليها لشغلنا بأنفسنا.

قال ابن حارث: ذكر أنه كان لاحمد بن بقى فتيا نادرة، فى حداثة، سنة، مع الشيوخ، رفعت من قدره، وذلك أن الأمير عبد الله أرسل في فقهاء يستفتيهم، وفيهم أحمد بن بقى، وهو يومئذ حدث، فسألهم فى الأسرى الذين وجه بهم من أصحاب بن حفصون المنتزى (٦٦٠) فأفنى الشيوخ عليهم بالقتل وقالوا: أهل فتنة وفساد.

وابن بقى ساكت. فقيل * له: تكلم.

فقال: قد تكلم الشيوخ.

فقيل: لابد أن تقول.

فقال: أرى أن يحبسوا ويكشف عنهم، فأن كانوا من أهل الابتداء في الشر والمساعدة فيه، وفى الخروج على المسلمين، وسفك دمائهم، فرأيى رأيهم، وان كانوا ممن ضمهم ملك ابن حفصون وقهره وشرد، من غير أن تعرف لهم مساعدة، فلا قتل عليهم، ويتركون بحالهم التي كانوا عليها قبل ملك ابن حفصون.

فقبل رأيه، وصرفوا الى السجن، وكشف عنهم، فوجدوا ممن لا يستحق القتل، فأطلقوا، وارتفع شأن ابن بقى عند الأمير بذلك.


(٦٥٨) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.
(٦٥٩) اط: أغاثنا الله- م: أعاننا الله.
(٦٦٠) م المنزلى ا: المنترى - ط: غير واضحة، والمنتزى: الثائر.