للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المالكي: كان من العلماء المتعبدين، له ختمة في كل ليلة، حسن الحفظ.

قال ابن أبي دليم: سمع من أصحاب سحنون، وكان حافظا للمسائل، من أهل الزهد والانقباض، وكان يلزم حانوتا لبيع الفخار، وحج سنة عشر، فلازم أبا الذكر بمصر، وكان له مكرما، وكان يجالس بالقيروان أحمد بن نصر وغيره.

قال: وكان أبو الذكر يقول لى اذا تجارى أصحاب المسائل:

* ارجع إلى عقلك، فأرحنى منه، ودع كلام هؤلاء.

قال ابن حارث كان من الشيوخ الذين أدركتهم، وكان حسن العقل، جيد الفقه، متواضعا، كثير الصمت، على سنة، لم يكن له مذهب في سماع الا الفقه والمناظرة فيه، وكان أحد الزهاد العباد الفضلاء.

قال ربيع القطان: كان أبو محمد العتمى شيخا فقيها متعبدا، صاحبا صديقا، يقال: علمت منه إجابة الدعوة في غير شيء، وكان له ابن وضئ (٤٧١) خاف عليه الفتنة، فدعا الله في قبضه فمات، وقلما كنا نتزايل أنا وهو وابن مسرور النجار وأبو بكر القلال وأبو محمد عبد الله بن عامر الحداد للفقه والمناظرة، فنحن لابد لنا من نعسة أو سنة، وهو يصلى الصبح بوضوء المغرب، وكان من الكدادين، ممن يحيى الليل بطوله، وكنت أراه أول الليل يشد اللفائف على ساقيه مثل من يسافر، ليقوى بذلك على القيام.

وخرج مرة إلى المنستير، مع أبي محمد الحداد، فلما كانت ليلة سبع وعشرين، رأى الحداد قائلا يقول له: ترقد والعتمى قد ختم الليلة خمس ختم!

فانتبه، فأتاه فأخبره (٤٧٢)، فقال له: قرأت الليلة النصف الآخر عشر مرات. وهو الذي كان يحفظ (٤٧٣).


(٤٧١) أ ط: وضئ - م: رضى.
(٤٧٢) ساقطة عند طا.
(٤٧٣) في بعض النسخ: يحفظه.