للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له أبو الغصن - وقام -: ها أنذا حاضر في جوارك يا سيدى يا أبا عبد الله، قد أتيت لزيارتك إجلالا وإعظاما لحقك.

فاستحى ابن بسطام فقال له: لم لم ترتفع؟

فقال له: أنا عبد، والعبد لا يتخطى رقاب مواليه.

قال أبو ميسرة: قال لي نفيس: كان سحنون يقول لي: يا نفيس: أنت رومي، وأنا أحبك لأنك تختلف إلى (٣٧١) وتحب السماع والعلم، وكان صهيب روميا، وكان يحبه النبي .

قال الأجذابى: كان بجوار أبى الغصن شاب بطال، صاحب ملاه، وكان أبو الغصن لا يتجهم له، خوفا أن يشرد منه، فأقيمت الصلاة يوما (٣٧٢) في مسجد أبى الغصن، فقدم الفتى، فامتنع، فعزم عليه أبو الغصن، فصلى، ثم رجع فكسر ما في بيته من آلات الباطل والخمر، وعاد للعمل الصالح.

وتكلم يوما حماس القاضي، وموسى القطبان في مسألة، تكلم عليها ابن عبدوس، وابن سحنون، فجعل (٣٧٣) حماس يحتج لابن عبدوس ويفضله على ابن سحنون بالفقه، وجعل موسى يفعل مثل ذلك في ابن سحنون، حتى جاء أبو الغصن، فقال حماس: قد جاء من يفصل بيننا. فذكر له ذلك.

فقال أبو الغصن: إنما يفصل (٣٧٤) بين الفقيهين من هو أفقه منهما. وقال لهما: ما المسألة التي اختلفتما (٣٧٥) فيها؟

قالا: إذا باع بالخيار، واشترط أكثر من الأمد الذي يصح فيه من المشترى بالخيار، فهلك، فممن ضمانه؟ فابن عبدوس يقول: من المشترى، لأنه فاسد بيع وابن سحنون يقول من البائع لأنه بيع خيار.


(٣٧١) عند طا: لي.
(٣٧٢) عند طا: وما.
(٣٧٣) عند طا: فجعل حماس يحتج لابن عبدوس وموسى يحتج لابن سحنون، وكل واحد منهما يفضل صاحبه في الفقه.
(٣٧٤) طا: يفضل.
(٣٧٥) طا: اختلفا.