للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففعلت، وجئته بعد ذلك أزوره، فقال لى: يا أبا القاسم! الكتاب الذي كان في بيتك حصل في صدري.

قال: ونزلت بالقيروان مسألة فى امرأة سقت (٢٦٤) زوجها فأجذمته، فاضطرب علماء القيروان فيها، فقال لهم أحمد بن نصر: المسألة فى المدونة، فى السن إذا ضربها رجل، فاسودت واخضرت (٢٦٥) فقد تم عقلها، ووجبت الدية فيها، لأن المراد منها بياضها وجمالها، فإذا اسودت أو اخضرت، فقد ذهب جمالها، وكذلك الانسان، إذا تجذم، فقد ذهب حسنه وجماله، فوجبت فيه الدية.

قال ابن حارث: سمعته يقول (٢٦٦): الفريضة إذا ادخلها الجد صعبها (٢٦٧)، والوثيقة إذا دخلها الوصى خبلها (٢٦٨).

ودخل عليه في مرضه الذي مات منه، فسئل: كيف حالك؟

فقال: ما أغفل الملوك عن لذة العلم، ما آسف على الموت، ولا آسف إلا * على كتاب لم أبلغ أمنيتي فيه،

فقيل له: ما تشتهى؟

قال: مسألة،

فخرجوا من عنده، وتوفى، فوجدوا تحت رأسه "الجنايات"، من "المجموعة"، وقد كسر (٢٦٩) على مسألة فيه.

ولما توفى محمد بن سحنون، رجع أحمد بن لبدة يلقى على أصحاب محمد، فأراد أحمد بن نصر أن يمضى إلى ابن عبدوس، فجاء أصحاب محمد بن سحنون إلى والد أحمد، وكان بربريًا، فقالوا: ان ابنك أراد أن يمضى إلى عدو معلمه.


(٢٦٤) طا: أطعمت.
(٢٦٥) أو اخضرت، عند طا.
(٢٦٦) في بعض النسخ: كان ابن نصر يقول:
(٢٦٧) ط: صعبها - ا م: ضعفها.
(٢٦٨) ا ط: خبلها - م: ضعفها.
(٢٦٩) قرأها الطالبى: عبر.