للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال غيره: كان من أهل الفقه والحفظ والرسوخ في المذهب، ما لقيت عالمًا أحفظ منه لمذهب (٢٦٠) أهل الحجاز، ولا أحضر جوابًا منه، كان قليل الكتب، علمه في صدره.

وقال المالكي: كان من الفقهاء المبرزين، والحفاظ المعدودين، لا يدانيه في ذلك أحد في زمانه.

قال أبو العرب: كان ثقة، ثبتًا، مامونًا، فقيهًا، صالحًا، كتب لحماس أيام قضائه، وكان حافظًا كثير الدرس.

وذكر أنه درس كتب السلام (٢٦١) الثلاثة، ثلاث سنين.

واستفتى أحمد بن نصر عن زوجين، ادعى كل واحد منهما على الآخر أنه غيوط، وأن الحدث الذى يوجد فى فراشهما ليس منه، وإنما هو من الآخر، فأمر أن يطعم أحدهما فقوسًا، والآخر تينًا، ثم ينظر الحدث فى اليوم الآخر، فيحكم بالعيب، فمن وجد زريعة ما أكل في الحدث، فالحدث منه.

قال أبو القاسم زياد السدري - وكان أول من أدخل كتاب ابن المواز إفريقية - قال: فحفظت منه عشر مسائل جيادًا، وجئت إلى أبي جعفر، فألقيتها عليه واحدة بعد واحدة، فجعل يطأطيء رأسه ساعة كالمفكر، ثم أجابني عنها "حتى أجابني عن جميعها" (٢٦٢). ثم قال: يا أبا القاسم! جال سرى فى دواوين أهل المغرب، فما وجدت هذه المسائل في شيء منها، لعلك أتيت بكتاب ابن المواز؟

فقلت: نعم.

قال: قطعه أخماسًا، ووجه به إلى (٢٦٣).


(٢٦٠) طا: بمذاهب.
(٢٦١) ط م: كتب السلام - ا: كتب السلم:
المقصود كتب السلم الثلاثة من المدونة.
(٢٦٢) ما بين قوسين ساقط من م و طا.
(٢٦٣) ووجهه إلى، عند طا.