للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له: على شرط، أتخير من يكتب لي.

قال: نعم.

فتخير ابن الخشاب، وابن نصر، فقالا: ما نقوى على ذلك، فقال لهما حماس: يتولى أحدكما وأنا أكتب له.

وقال لابنيه: الزما القرية، ولا تأتيانى إلا يوم (١٤٩) عيد، ولا تحضرا في مجلس حكمي.

ولما ولى ابن الخشاب قضاء رقادة، استكتب ابنيه ثقة بمكانهما (١٥٠).

ولما بلغه إكثار الناس القول في تجهيله، لإحضاره الفقهاء، وقلة علمه، أخرهم عن لزوم مجلسه (١٥١).

ولم يكن يهاب في الحق أحدا ولا يداريه، وألقى ذلك بينه وبين ابن الصائغ، صاحب البريد، وكبير دولة زيادة الله، والغالب عليها، عداوة (١٥٢)، ولا سيما لمخالفة (١٥٣) المذهب، وأنه كان لا يدخل تحت طوعه، ويبدأ باسمه عليه إذا خاطبه، فسعى في طلبه والغض منه (١٥٤)، فولى زيادة الله محمد بن أحمد بن جيمال (١٥٥) من أهل العراق، القضاء معه، ورفع من شأنه، ونادى مناديه: إذا تداعى الخصمان إليه، وإلى حماس، صارا إليه (١٥٦) دون حماس.

فلما رأى حماس ذلك، رفع ديوانه ومضى إلى رقادة، فأقام بجامعها ستة أشهر يطلب المعافاة، فقيل له: ليس لك إلا ابن الصائغ الذي سعى عليك.


(١٤٩) عند طا: في يوم.
(١٥٠) في نسخ أخرى - كما عند طا -: ثقة بهما.
(١٥١) عند طا: أخبرهم عمن لزم مجلسه.
(١٥٢) عند طا: إعداؤه، ولا معنى لها.
(١٥٣) بمخالفة، عند طا.
(١٥٤) انظر هذا الخبر في المعالم لابن ناجي ج ٢ ص ٢٢٤.
(١٥٥) تعرض هذا الاسم للتحريف في نسخ أخرى، وترجمة ابن جيمال في طبقات أبي العرب ص ١٩٦.
(١٥٦) صيرا إليه.