للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل له: ما علامة صحتك فى حالك؟

قال: لا يجرى على فى أوقات الغلبة ما يخالف حال الصحة.

وقال: ما أحد قال الله سوى الله، فان من قاله، قاله بحظ، فاني تدرك الحقائق بالحظوظ؟

وكان يقول: اياكم والدعوى وان وصلتم الى عين المعنى، فانه يبتليكم بالبلوى.

وقال له رجل: ذهب بصرك،

فقال: نعم بصرى الذى أراك به، وأما بصرى الذي أبصر به الحق، فهو باق.

وسئل عن التوحيد فقال: من أجاب عنه بالغاية فهو ملحد، ومن أومى اليه فهو عابد، ومن نطق به فهو عاقل، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن توهم أنه واصل، فليس له حاصل، ومن رأى أنه قريب فهو بعيد، وكل ما ذكرتموه بأفواهكم، وأدركتموه بعقولكم، فهو مصنوع مثلكم.

وقال بعضهم: حضرت عند الشبلي يوم عيد في المسجد الجامع، وقد انصرف أكثر الناس من المسجد، وحوله جماعة، فسألوه الدعاء، فقال: اللهم أضربهم بسياط الخوف، واقتدهم بأزمة الشوق، واقلب نقمهم نعما، وأوقفهم عن مخالفة الرسوم وأعنهم على ملاحظة الفهوم، واغفر لهم ان انصرفوا عنك، ووفقهم ان أقبلوا عليك. خرب منازل فنائهم، واعمر منازل بقائهم، وكن لهم كما لم تزل، واشغل الكل بمفارقة الكل، ثم أنشد:

الناس كلهم بالعيد قد فرحوا … وما فرحت به والواحد الصمد

لما تيقنت أنى لا أعاينكم … غمضت عينى فلم أنظر الى أحد