قال القصرى: غاب المغامى إلى المشرق، فأقام أحد عشر عاما، ومضى بألفي دينار، فأتى وعليه الدين، أنفقها في طلب العلم.
قال أحمد بن خالد: وذكره لي الزبيرى، فقال: رأيت رجلا عاقلا.
قال ابن فحلون: لما رحل المغامى إلى اليمن، للزبيري، ألفاه بحال محنته، فكتب إليه رسالة وشعرا، وذكر فيه غربته وبعد بلده، واستلطفه فيه، فدخل عليه، فلما كلمه وشاهد عقله وعلمه وبيانه، قال له: عزيز على قصد مثلك إلى، وقال: يؤذن لمن أراد السماع في دولة يوسف المغربي.
فأخبره أنه من وراء أقصى المغرب، من جزيرة الأندلس.
واحتفل الناس، فكان المغامى، يقرأ لهم بأثره، بعد انصرافهم من مجلس الزبيري، فوجدوه بحرا، وسألوه أن يجعل لهم دولة بالعشى، فأجابهم، فسمعوا عليه كتب ابن حبيب.
سمع منه على بن عبد العزيز، وأبو الذكر القاضي، وأبو العباس الأبيانى، وفضل بن سلمة، وأبو العرب التميمي، وابن اللباد، وسعيد بن فحل، وأبو عبد الله محمد بن الربيع الحبرى، وغير واحد.
توفى سنة ثمان وثمانين ومائتين، وصلى عليه حمديس القطان.
ويقال أنه أغمى عليه عند موته، ثم أفاق فقال: رأيت الآن أول ذنب عملته وقد بلغت الحلم.