وحضر مع أحمد الصواف جنازة دعى لها الصواف، فقدم لها حمديس، فقال: لا أفعل.
فقال أحمد: ذلك لى جائز اذ قدمونى أن أقدمك، فاني لأستحيى من الله ان أقدم بين يديك.
وكان ينكر فعل هؤلاء الذين يجتمعون للتغيير، ويدقون صدورهم، ويقول: لو كان لى من الأمر شيء لنفيتهم من المنستير.
وكان لا يصلى خلف أهل البدع ومن يخالفه، وفعل ذلك هو وابن سحنون ويحيى بن عمر، حين ولى الصلاة ابن أبي الحواجب، وكان يتهم بالرفض.
وفعل ذلك سحنون بغيره.
وترك الصلاة خلف القاضى سليمان بن عمران في جنازة، فجاء انسان فأخبر بذلك سليمان، فقال له سليمان: لعله كان على غير وضوء!
قال: لا والله، فانه صلى بعدك على جنازة.
فقال سليمان: خل الناس على ما هم عليه.
واستحضره ابراهيم فسأله عن مسألة، فلم يجبه، فكرر عليه فلم يجبه، فقال له: ما لى أسألك ولا تجيبنى، والله لئن ضربت بمخالبي فيك، لأفعلن بك كذا، وكذا.
فقال حمديس: والله لهو أهون على من أن تمسح يديك على ذنبي، انما سؤالك فى تفكه، ليس لتعمل به.
وكان كثير التواضع والاشفاق. لا يرى لنفسه قدرا.
ذكر ابن خيران أن رجلا ذكر له، أنه رأى في المنام امرأة، كانت مسرفة على نفسها، في منظر حسن، وحال حسن، فسألها عن سبب ذلك، لما يعرف من كثرة اسرافها، فقالت له: ان حمديس سئل أن يصلى على فصى، وشفع لى فشفع فى.