للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيد الله دواءي … الذى يعلم داءي

انما أظلم نفسي … باتباعى لهواءي

كلما داويت نفسي … غلب الداء دواءى

وكان لا يسلك على القناطر التي بناها أصحاب السلطان.

وحضر مرة مع ابن عبدون القاضى، فأتى بجنازة فصلى عليها حمديس، فصلى وراءه القاضى، ثم أتى بأخرى فصلى عليها القاضى، فلم يصل وراءه حمديس، فمضى القاضى ابن عبدون إلى ابن الأغلب، فذكر له القصة، وقال له: أكثرت على من ذكره! ما صح عندك من أمره فأنفذه.

فشاور فى ذلك بطانته، فقالوا له: ليس لك شيء تصل به اليه، إلا أن تنهاه بألا يجتمع إليه أحد.

فأوصى بذلك اليه، فقال حمديس: المساجد لله، ولا أمنع أحدا من دخولها، وأنت أقدر، فاجعل على باب المسجد من يمنع من أراد منعه.

فقيل لابن عبدون: لا يمكنك هذا.

فوجه إليه: يدخل اليك من شاء.

فقال حمديس: لا أمنعهم، ولا أتركهم بتركك.

ثم عزل ابن عبدون، فاجتمع الناس لطلبه والشهادة عليه عند الأمير، ما خلا حمديس، فانه قال للأمير لما سأله: بلغني ما بلغ الأمير.

ثم تنحى عنهم * الأمير بمكان يسمع كلامهم، فقالوا لحمديس: ما منعك من الشهادة؟

فقال: انما كنتم تطلبون عزله، وقد عزل.

ثم عاد الأمير فسأله، وقد ظن أن أصحابه يردونه، فقال: أكذب نفسي على لساني؟

يرى الصلاة مع ابن عبدون، ولا أداء الشهادة عنده، وقد كان لا وينهى الناس عن ذلك.