للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: سألتك بالله إلا ما أعدت ما سمعت منك.

فقال مغنيهم:

العفو أولى لمن كانت له القدر … لا سيما عن مقر ليس ينتصر

أقر بالذنب إجلالا لسيده … فقام بين يديه وهو معتذر

فبكى وخر وأن، وردده مرارا، وانتحب، وقام، وقال: تاب الله عليكم.

وخرج، فتاب صاحب الدار، وصار أحمد إلى مسجد السبت، فكان منه ما ذكر.

قال ابن اللباد: شهد ابن معتب شهادة عند ابن طالب، وشهد سهل القبرياني بضدها، فتوقف في أمرها، ثم قال: إذا ذكر المتعبدون والبكاؤون ذكر ابن معتب معهم، وإذا ذكر أهل التجارات ذكر سهل معهم، فأرى أن آخذ بشهادة ابن معتب.

قال أبو علي بن البصري: لم يكن ابن معتب من النفاذ في الفقه، وغمص الناس عليه أن القاضي ابن طالب كان له مكرما، وكان حاضرا للكلمة التي قالها ابن طالب في شأن الأمير ابن الأغلب، التي قتل ابن طالب من أجلها، وقد ذكرناها، ودعا الأمير ابن معتب للشهادة عليه، فشهد بها.

وعذر ابن معتب في هذا بين، في كتم شهادة قد سمع ذلك الجائز أنه حضرها.

وقد قيل: إنه ما صرح بالشهادة بها، بل أداره عليها ليلة كاملة، يسامره ويسائله، وابن الأغلب يتقد غيظا، وهو يقول له: ما علمته لك ولأهل بيتك إلا على الإخلاص والاعتقاد المشكور. وأنه لما حقق عليه قال له: ما أحفظ عليه شيئًا قاله، وكذب الناس كثير.

وقيل: بل قال له: كان ما بلغك.