قال أبو عمر والداني: ولى إسماعيل القضاء اثنين وثلاثين سنة.
قال المراغى (٣٣٤): صرف أبو أحمد الموفق، إسماعيل بن إسحاق، لتحامله على المعتضد.
فجاء إسماعيل يومًا برسالة من الموفق إلى المعتضد *.
فقال له المعتضد: يا شيخ! ولاك الموفق الحكم؟
أي أنه لم يوله هو، وأن الموفق غلبه على الأمر.
فسكت إسماعيل ولم يجبه، فصار إلى الموفق، فسأله اعفاءه فأعفاه، مكانه وصير يوسف بن يعقوب.
وذكر القاضي وكيع في كتابه في القضاة، القاضي إسماعيل، فقال: كان عفيفا صليبا فهما.
وذكر أن أبا حازم القاضي كان يقول: ما خرج من البصرة قاض أستر من إسماعيل بن إسحاق، وبكار بن قتيبة.
قال طلحة بن محمد بن جعفر: وأما شدائد إسماعيل في القضاء، وحسن مذهبه فيه، وسهولة الأمر عليه، مما كان يلتبس على غيره، ففى شهرته ما يغنى عن ذكره، وكان في أكثر أوقاته، وبعد فراغه من الخصوم، متشاغلا بالعلم، لأنه اعتمد على حاجبه أبي عمر، فكان يحمل عنه أكثر أمره، من لقاء السلطان وغيره، وأقبل هو على الحديث والعلم.
وكان إسماعيل شديدا على أهل البدع، يرى استتابتهم، حتى ذكر أنهم تحاموا بغداد في أيامه.
وأخرج داود بن علي من بغداد، إلى البصرة لإحداثه منع القياس فيما ذكر.
(٣٣٤) م، ك، ط: المراغي - أ: المراعي: المراغني وهو أبو الفخر المراغي صاحب كتاب النصرة، انظر ج ١ من هذا الكتاب ص ٣٢.