ويقال إنه مستجاب الدعوة، وهو إمام (٢٨٧) أصحاب سحنون، دؤوبا.
قال عبد الجبار: كنا نختلف إلى سحنون جماعة، فكان - والله - سعيد خيرنا.
قال ابن بسطام: سعيد من السنيين. وذكره بخير.
وذكر أنه كانت لامرأة عنده شهادة، فأتته، فوجدته في خمرة طين قد بلغت منه إلى فوق الركبتين، وهو يعجنها، فدعته لأداء الشهادة، فقال لها: أنا مستأجر كما ترين وأنت مضطرة!
فقال له صاحب البناء: اذهب معها فأنت في حل.
فسلب الطين عن ساقيه، وتلفع في كساء موصول مرقوع، وقال للمرأة: أين القاضي؟
فعرفت وكيلها، فازدراه، وكان أشهر من الشمس، ولكنه لم يكن كثير يعرف شخصه.
فقالت له المرأة: هذا خير من كل من ترى.
فأدى الشهادة عند القاضي، ولم يعرفه، فازدراه، وكان القاضي حنفيا.
فقال له القاضي: يا شيخ! صلاتك بالصيف والشتاء واحدة؟
فقال له: نعم.
وذكر له حديثا، ثم قال له: والعراق يومئذ دار يضرب فيها بالنواقيس، وأنت لعاب، والله لا شهدت عندك بشهادة أبدا.
وقام، فأرتج عليه، وعرف به، فقال: أنا والله سمعته. والقاضى يصيح وراءه: يا أبا عثمان! يا أبا عثمان! * فلم يلتفت إليه.
وذكر أبو العرب أن سحنون خلا به يوما فقال له: ألست بإمامك؟