لنفسه: أطاعت السماوات والارض على عظمتهما وما فيهما، وعصيت أنت على صغرك!
وبقى باهتا حينا طويلا، ثم استرخى، وسقط مغشيا عليه، فصادف رأسه الحائط، فجرحه، فحمل وهو على حاله.
وذكر أنه قدم إلى القيروان يوم جمعة، فعرض وهو في صلاته شيء من فهم القرآن، استغرقه حتى خطب الامام وصلى، ولم يشعر.
فسأله سحنون عن ذلك.
فأخبره بما استغرقه.
فقال له سحنون: وصلت والله يا واصل!
قال: وقصده رجل من أهل المشرق سمع به، فقال له أنت واصل؟
قال: نعم.
قال له: قرصتك من أين؟
قال: بين الكاف والنون.
قال: فأخبرني، أنت ساكن في المسجد، وليس لك ماء ولا غيره، فإذا طبخ المرابطون قدورهم، ودخلوا بها بيوتهم، وسمعت حسا على الداموس، تستشرف نفسك إلى من يأتيك بما تأكل؟
فقال واصل: ما لنا عند أحد شيء ننتظره يجيئنا به!
فقال: أنت واصل حقا!
وذكر أن واصلا كان قبل أن يتعبد، يتجر فى حانوت بما يوزن ويكال.