للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيرازي: وطلب فى المحنة بالقرآن، فخرج هاربًا إلى الشام. فلزم حصنًا بها إلى أن مات.

قال أبو الغصن السوسي: كنت ربما أقول لمحمد بن عبد الحكم: (قال سحنون في هذه المسألة كذا وأنكر كذا) فيتلقى ذلك بالقبول، ويعظم سحنون ويترحم عليه.

قال: وكان ابن المواز لا يتلقى ذلك بالقبول، ويقول لى: من هنا (٢٠٥) خرج العلم، ومن عندنا أتاكم العلم. ومثل هذا من القول.

***

وذكر أبو عمر الكندي، أن سبب خروجه أن المعتمد لما خرج للاجتماع بابن طولون أمير مصر، فخرج أبو أحمد الموفق، أخوه، يريد صرف المعتمد عن طريقه، ورده إلى سر من رأى، ووكل به، فبلغ ذلك ابن طولون بعد خروجه، فانصرف إلى دمشق، وكتب إلى جميع أعماله (٢٠٦) باحضار الفقهاء والقضاة والأشراف، وكتب إليهم بما جرى من قضية المعتمد، وأنه فى حال المأسور، وأنه يبكى.

وقام الخطيب بمصر يذكر ذلك الجمعة، وما نيل من الخليفة، وقال: اللهم اكفه من حصره وظلمه.

وخرج من مصر، بكار بن قتيبة القاضي، ومنهال بن حبيب، وإسحاق بن محمد بن معمر، وإبراهيم المهلبي، وفهد بن موسى، ومحمد ابن المواز، وعلى بن محمد بن عبد الحكم، وآخرون.

فلما اجتمع الناس بدمشق، أمر ابن طولون بالكتاب فى خلع أبي أحمد الموفق من ولاية العهد، لمخالفة الخليفة وحصره، وأنه قد وجب جهاده على الأمة، وشهد فى ذلك جميع من حضر، إلا بكار بن قتيبة، وابن المواز، وفهد بن موسى.


(٢٠٥) ا: من هنا - ط، ك، م: من هذا.
(٢٠٦) ا، ط: أعماله - ك، م: عماله.