للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُرْوَى عن ابنِ شِهَابٍ أَنَّه يَرَى الانْتِفَاعَ بالجِلْدِ، وإِنْ لَمْ يُدْبَغْ، والخَبَرُ مُضْطَرِبٌ، بَعْضُهُم يَقُوْلُ: "شَاةٌ لِمَيْمُوْنَةَ" وبعضُهُمْ يَقُوْلُ: "لِسَوْدَةَ". وذلِكَ الخَبَرُ صَحِيْحٌ. وقَدْ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الشَّافِعِيَّ، ورَجُلُ يُنَاظِرُهُ فيه، وكَانَ يَذْهَبُ إلى الدِّبَاغِ فيه، أَنَّه يُطَهِّرُهُ، فَقَالَ للَّذِيْ يُنَاظِرُهُ - وَقَدْ أَضْجَرَهُ - وجِلْدُكَ أَيْضًا إِنْ دُبِغَ انْتُفِعَ بِهِ؟

وَذَكَرَ أَحْمَدُ حَدِيْثَ ابنِ وَعْلَةَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ (١): "أَيُّمَا إِهَابٌ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ" وذَكَرَ ابنُ وَعْلَةَ فَضَعَّفَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُثْمَان ابنُ الشَّافِعِيِّ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بخَيرٍ مَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ، بِبَقَائِكَ وكَلَامًا من هَذَا النَّحْوِ كَثِيْرًا. فَقَالَ: لَا تَقُلْ [يَا أَبَا عُثْمَان] (٢).

وَسَأَلَهُ ابنُ الشَّافِعِيِّ - وَأَنَا أَسْمَعُ - عَنِ الجَهْرِ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ؟ فَقَالَ (٣): لَا يُجْهَرُ بِهَا. هكَذَا: جَاءَ الحَدِيْثُ، ولكنْ يُخْفِيْهَا في نَفْسِهِ. وهيَ آيةٌ من كِتَابِ الله.

وسُئِلَ أَحْمَدُ عن القِرَاءَةِ خَلْفَ الإمَامِ؟ (٤) فَقَالَ: لَا يَقْرَأُ فِيْمَا


(١) الحديث مخرَّجٌ في هامش "المنهج الأحمد".
(٢) - (٢) العبارة مكررة في (ب).
(٣) المسألة في مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (١/ ٢٤٦)، ورواية ابن هانئ (١/ ٥١)، ورواية أبي داود (١/ ٣٠)، ويُراجع: المُغني (٢/ ١٤٩)، والشَّرح الكبير (١/ ٢٧٠)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (٢٢/ ٤٤١)، وشرح الزَّركَشِيِّ (١/ ٥٥٠)، والمُبدع (١/ ٤٣٤)، وكشَّاف القناع (١/ ٣٩١، ٣٩٩).
(٤) هذه المسألة سبقت في ترجمة أحمد بن عَلي النَّخْشَبِيِّ رقم (٤٥)، وتخريجها هناك كما =