للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النُّوْنِ يُوَجِّهُ إِلَى فُلَانٍ بِهَدِيَّةٍ، تُرَى أَيْشٍ هِيَ؟ فَلَمْ أصْبِرْ إِلَى أنْ بَلَغْتُ الجِسْرَ، فَحَلَلْتُ المِنْدِيْلَ وشِلْتُ المِكَبَّهَ، فَإِذَا فَأَرَةٌ نَفَرَتْ مِنَ الطَّبَقِ، ومَرَّتْ، قَالَ: فَاغْتَظْتُ غَيْظًا شَدِيْدًا، وقُلْتُ: ذُو النُّونِ يَسْخَرُ بِي، ويُوَجِّهُ مَعَ مِثْلِي فَأْرةٌ إِلَى فُلَانٍ؟ فَرَجَعْتُ عَلَى ذلِكَ الغَيْظِ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَ مَا فِي وَجْهِيْ وقَالَ: يَا أَحْمَقُ، إِنَّمَا جَرَّبْنَاكَ، ائْتَمَنْتُكَ عَلَى فَأْرَةٍ فَخُنْتَنِي، أَفَأَئْتَمِنُكَ عَلَى اسمِ اللهِ الأعْظَمِ؟ وَقَالَ: مُرَّ عَنِّي، فَلَا أَرَاكَ شَيْئًا آخرَ.

ومَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثَلَاثَمُائَةِ. ورُؤيَ في المَنَامِ بَعْدَ مَوْتهِ فَقِيْلَ لَهُ لَهُ: مَاذَا فَعَلَ الله بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي ورَحِمَنِي، فَقِيْلَ: بِمَاذَا؟ فَقَالَ: بِكَلَمةٍ أو بِكَلِمَاتٍ قُلْتُهَا عندَ المَوْتِ، قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي نَصَحْتُ قَوْلًا، وخِنْتُ نَفْسِي فِعْلًا، فهَب خِيَانَةَ فِعْلِي لِنَصِيْحَة قَوْلِي.

٥٤٩ - يُوْسُفُ بنُ بَحْرٍ (١). نَقَلَ عَنْ إِمَامِنَا أَشْيَاء؛ مِنْهَا: قَالَ: سَمِعْتُ


(١) يُوسفُ بنُ بَحْرٍ: (؟ - بعد ٢٧٠ هـ)
اخْبَارُهُ في: مناقب الإمام أَحْمَد (١٤٤)، ومُخْتَصر النَّابُلُسِيِّ (٢٨٠)، والمَقْصَد الأرْشَد (٣/ ١٢٩)، والمَنْهَج الأحْمَد (٢/ ١٧٩)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضدِ" (١/ ١٥١).
ويُراجع: الجرح والتَّعديل (٩/ ٢١٩)، وتاريخ بغداد (١٤/ ٣٠٥)، ومختصر تاريخ دمشق (٢٨/ ٧)، وميزان الاعتدال (٤/ ٤٦٢)، ولسان الميزان (٦/ ٣١٨).
لم يذكر المؤلِّفُ شَيْئًا من أخباره، وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ: الإمام، الرَّحَّالُ، أبو القاسم التَّمِيْميُّ، البُغْدَادِيُّ، ثم الطَّرابُلُسِيُّ، قاضي حمص، ثم نزَلَ جَبْلَة. سمع عليَّ ابن عاصمٍ، ويزيد بن هَرُون، أبا النِّضْرِ، وحجَّاج بن مُحمَّدٍ، والأسْوَدَ بنَ عمرٍ، ومَرْوَانَ ابن مُحمَّدٍ، وعنه ابنُ صَاعِدٍ، ومحمد بن المُسَيّب الأرْغِيَانِي، ومحمَّد بنُ سُلَيْمَان أَخُو خَيْثَمة، وابن أبي حَاتِم وآخرون. وروى الكَثيرَ. وجاء عن خيثمة أنه ارتحل إليه بعيد سنة =