للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقْعُدُونَ مَعَ العَامَّةِ، فَقَالَ: أَمَّا هَذِهِ فَلَا سَبِيْلَ إِلَيْهَا؛ لأَنَّ النَّاسَ شَرِيْفَهُمْ وَوَضِيعَهُمْ في العِلْمِ سَوَاءٌ، قَالَ ابنُ جَابرٍ: وكانُوا يَحْضُرُوْنَ بعدَ ذلِكَ ويَقْعُدُوْنَ في كُمٍّ حِيْرِيٍّ ويُضْرَبُ بَيْنَهُمْ وبينَ النَّاسِ سِتْرٌ فَيَسْمَعُوْنَ مَعَ العَامَّة

وَرُوِيَ أَنَّ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" قُرِئَتْ عَلَى ابنِ الأعْرَابِيِّ (١)، فَأَشَارَ إلى النُّسْخَةِ، وهي بَيْنَ يَدَيْهِ، وقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلَّا المُصْحَفَ الَّذِي فيه كِتَابُ اللهِ ﷿، ثمَّ هَذَا الكِتَابُ لم يَحْتَجْ مَعَهُمَا إِلَى شَيْءٍ مِنَ العِلْمِ بَتَّةً.

وُلِدَ أَبُو دَاودَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ ومائتين، وماتَ يومَ الجُمُعةِ لأرْبَعَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ من شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وله ثَلَاثٌ وسَبْعُونَ سَنَةً وقيل: إِنَّه تُوفِّيَ بالبَصْرَةِ.

٢١٧ - سُلَيْمَانُ بنُ المُعَافَى (٢) بنِ سُلَيْمَانَ الحَرَّانِيُّ. حدَّثَ عن إِمَامِنَا، فِيْمَا


(١) ابن الأعرابي: أحمد بن محمد بن زيادٍ، أبو سعيد البَصريُّ المُحَدِّثُ، صاحب "المُعْجَمِ" و"طبقات النُّسَّاكِ" وجَمَعَ للبَصْرَة تاريخًا حافلًا (ت ٣٤٠ هـ) روى عن أبي داود كتابه "السُّنن" وسمعه منه إلَّا يَسيرًا. أخبارُهُ في: حلية الأولياء (١٠/ ٣٧٥)، والمنتظم (٦/ ٣٧١)، وسير أعلام النُّبلاء (١٥/ ١٠٧)، وتذكرة الحُفَّاظ (٣/ ٨٥٢) .. وغيرها.
(٢) ابنُ المُعَافَى الحَرَّانِيُّ: (؟ -؟)
أخبارُهُ في: مناقب الإمام أحمد (١٣٣)، ومُخْتَصَر النَّابُلُسِيِّ (١٢٠)، والمَقْصد الأرْشَد (١/ ٤٢٩)، والمَنْهَجِ الأحْمَد (٢/ ١٠٢)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٣٢).
و (الحَرَّانِيُّ) مَنْسُوْبٌ إلى (حَرَّانَ) مَدِيْنَةٌ مَشْهُوْرَةٌ بالجَزِيْرَةِ الفُراتِيَّة كَثُرَ في أهلها اتْبَاعِ مذهب الإمام أَحْمَد، اشتَهَرَ بها أُسرٌ علميَّةٌ كثيرةٌ من الحنابلة من أبرزهم (آل تَيْمِيَّةَ) أسرَةُ الشَّيخِ العالم الرَّبَّانِيُّ المُصْلِحُ المُجدِّدُ في زمنه تَقيِّ الدِّين أحمدَ بن عبدِ الحَلِيْمِ بن=