للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِي: أَحْمَدُ في نَفْسِي شَيْءٌ عَظِيْمٌ، ومَا أَظُنُّ أَنَّ الله تَعَالَى يُؤَاخِذُنِي بِهَذَا، أَوْ كَمَا قَالَ (١). وقَالَ أَيْضًا: حَضَرْتُهُ - وهو في مَرَضِ مَوْتهِ - فَقَالَ لي: اسْمَعْ مِنِّي الاعتِقَادَ، ولَا تَشُكُّ في عَقْلِي، فَمَا رَأَيْتُ المَلَكَيْنِ بَعْدُ.

مَوْلدُهُ: في ذِيْ القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وأَرْبَعِيْنَ وثَلَاثِمَائَةَ. وَوَفَاتُهُ في شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وعِشْرِيْنَ وأَرْبَعِمَائَةَ، ودُفِنَ بِقُرْبِ قَبْرِ إِمَامِنَا (٢).

٦٥٣ - الحَسَنُ بنُ شِهَابِ (٣) بن الحَسَنِ بن عَلِيِّ بن شِهَابٍ، أَبُو عَلِيٍّ


(١) لا شَكَّ أنَّه مُخْطِئٌ في ذلك فعُبَّاد القُبُورِ وسَدَنَتُهَا إنَّما زَاغُوا وانْحَرَفُوا بمثل ذلك، وكلُّ عَمَلٍ شَرْعِيٍّ يُتَقرَّبُ به إلى الله لا دَلِيلَ عليه من كتاب الله، أو من الثَّابت الصَّحِيْح من سنَّة رسُولِ الله باطلٌ، ومثلُ هذا العَملِ فتحٌ لبابِ الشِّركِ، نَسْأَلُ الله السَّلامةَ والعافيةَ والتَّمسُّكَ بهدي سَيِّدِ المُرسَلِينَ، وعفا الله عن الشَّرِيْفِ وغفر له.
(٢) في (ط) وأصلها (أ): "إمامنا أحمد".
(٣) ابنُ شِهَابٍ العُكبَرِيُّ: (٣٣٥ - ٤٢٨ هـ)
أَخْبَارُهُ في: مناقب الإمام أَحْمَد (٦٢٦)، ومُخْتَصر النَّابُلُسِيِّ (٣٧٠)، والمَقْصَد الأرْشَد (١/ ٣٢٠)، والمَنْهَج الأحْمَد (٢/ ٣٤١)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٩٢).
ويُراجع: تاريخ بغداد (٧/ ٣٢٩)، والأنساب (٩/ ٢٩)، والمنتظم (٨/ ٩٢)، وسير أعلام النُّبلاء (١٧/ ٥٤٢)، وتاريخ الإسلام (٢١٧)، والوافي بالوفيات (١٢/ ٥٥)، والبداية والنِّهاية (١٢/ ٤٠)، وشذرات الذهب (٣/ ٢٤١). قال الحافظُ الذهبيُّ: "الإمام العلَّامةُ، الأوْحَدُ، الكاتبُ، المُجَوِّدُ … برعَ في المذهبِ، وكان من أئمة الفقه والعربيَّة والشَّعرِ. وكتابة المنسوب .. وكان يُضربُ المثل بحسن كتابته" وقال ثانية: "شيخٌ معمَّرٌ، جليل القدر .. وثَّقة أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وقد نَسَخَ الخطَّ المَلِيْحَ الكثيرَ، وكان بارع الكتابة بمرّه" وقال الحافظ السَّمعاني: "كان فقيهَا فاضلًا، يتفقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، ويُقرئُ القرآنَ ويَعرِفُ الأدَبَ، ويقولُ الشَّعرَ، وكان ثقةً، أمِينًا، وكان حَسَن الخَطِّ، يكتُبُ=