من أئمَّة المذْهَب الكِبَارِ، يُعدُّ فكرُهُ نقلةً حَضَاريَّةً في المَذْهَبِ؛ لقوَّة حَافِظَتِهِ، وجودَةِ اسْتِنْبَاطِهِ، وبَرَاعة تَحْقِيْقِهِ، ومَعْرِفَتِهِ بأقوالِ العُلَمَاءِ وخِلَافِهِم، ومع هذا لم يكن مرضيًّا عند المُحَدِّثِيْن، قال الحافظُ الذَّهَبيُّ: "قُلْتُ: لم يَكُنْ للقَاضِي أبي يَعْلَى خِبْرَةٌ بعِلَلِ الحَدِيْثِ، ولا بِرِجَالِهِ، فاحتج بأحاديثَ كثيرةٍ واهيةٍ في الأُصُول والفُرُوع؛ لعدم بَصَرهِ بالأسانيد والرِّجالِ". وقَدْ خرَّجَ الحَافِظُ أبو طَاهرٍ السِّلَفِيُّ في "المَشْيَخَةِ البَغدَاديَّةِ" من حديثِ القاضِي أبي يَعْلَى قَال ورقة (٣٩) قال: "من حَديثِ القَاضي أبي يَعلَى الفَرَّاء" أخبرنا الشَّيْخُ أبُو البَرَكَاتِ مَسْعُودُ بنُ محمَّدِ بن عليِّ بن عبدِ الواحدِ بن الكارِدِ التَّاجر الخبَّازُ المُكتَنِي أبوه بأبي بكرٍ قرأتُ عليه من أصل سَمَاعِهِ في شُهُور (كذا؟) رجب سنةَ أربعٍ وتسعين بنَهْر المُعَلَّى شرقيّ مدينة السَّلام في مسجد العُمَريِّ سوق الثُّلاثاء (أنا) القاضي أبو يَعلَى محمَّدُ بنُ الحُسَين بن مُحمَّدٍ الفَقِيهُ الحَنْبَلِيُّ … ". ومَسْعُوْدُ هذا مذكورٌ في "المختصر المحتاج إليه" (٣/ ١٨٩، ١٩٠) قال: "عن القاضي أبي يَعْلَى، من شُيُوخِ الحافظِ السِّلَفِيِّ، توفى سنة ثلاث وخمسمائة. أَخْبَارُ القاضِي أبِي يَعْلَى في: مناقب الإمام أَحْمَد (٦٢٧)، ومُخْتَصر النَّابُلُسِيِّ (٣٧٧)، والمَقْصَد الأرْشَد (٢/ ٣٩٥)، والمَنْهَج الأحْمَد (٢/ ٣٥٤)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٩٨). ويُراجع: تاريخ بغداد (٢/ ٢٥٦)، والمنتظم (٨/ ٢٤٣)، والكامل في التاريخ (١٠/ ٥٢)، والأنساب (٩/ ٢٤٦)، واللُّباب (٢/ ٤١٣)، وسير أعلام النُّبلاء (١٨/ ٨٩)، وتاريخ الإسلام (٤٥٣)، والعِبَر (٣/ ٢٤٣)، ودول الإسلام (١/ ٢٦٩)، وتاريخ ابن=