للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاحتَرَقَتِ الدَّارِ الَّتي كَانَتْ فِيْهَا الكُتُبُ ولَمْ تَكُنْ انْتَشَرَتْ لبُعْدِهِ عَنِ البَلَدِ.

قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِ المَذْهَبِ، مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَطَّةَ، وأَبُو الحُسَيْنِ التَّمِيْمِيُّ، وأَبُو الحُسَيْنِ (١) بنِ سَمْعُوْنَ، وغَيْرُهُمْ. قَرَأَتُ بخطِّ أَبِي إِسْحاقَ البَرْمَكيِّ: أَنَّ عَدَدَ مَسَائِلَ "المُخْتَصَرِ" أَلْفَانِ وثَلَاثُمَائَةَ مَسْأَلةً.

وقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ عَلَى نُسْخَةِ "مُخْتَصَرِ الخِرَقِيِّ" يَقُوْلُ عَبْدُ العَزِيْزِ: خَالَفَنِي الخِرَقِيُّ في "مُخْتَصَرِهِ" في ستِّيْنَ مَسْأَلةٍ وَلَمْ يُسَمِّهَا، فَتَتبَّعْتُ أَنَا اخْتِلافِهَا. فَوَجَدْتُهُ في ثَمَانِيَةٍ وتَسْعِيْنَ مَسْأَلةً (٢).

(المَسْأَلَةُ الأوْلَى): قَالَ الخِرَقِيُّ: وإِذَا كَانَ مَعَهُ في السَّفَرِ إِنَاءَانِ (٣) نَجِسٌ وطَاهِرٌ، واشْتبَهَا عَلَيْهِ أَرَاقَهُمَا وتَيَمَّمَ، وهِيَ مَنْصُوْصَةٌ، وبِهَا (٤) قَالَ أَبُو حَنْيِفَةَ، وَوَجْهُهَا: أَنَّ مَعَهُ مَاء طَاهِرًا بِيَقِيْنٍ، فَلَمْ يَجُزِ (٥) التَّيَمَّمُ مَعَ


= (٣٧٩)، وأولاد الخلفاء (١٠/ ١٧)، وتاريخ بغداد (٩/ ٢٤)، والوافى بالوفيات (١٥/ ٣٩٤)
(١) في (ط): "أبو الحسين بن شمعون".
(٢) استَلَّ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الرَّحمن بن حُسَين آل إسماعيل -حفظه الله- هذه المَسَائل من "طبقات الحنابلة" المَطبوع ورتبها على الأبواب وَنَشَرَهَا مُفردةً سنة (١٤١٣ هـ) في مكتبة دار المعارف في الرياض. وعلق عليها بتعاليق من "حاشية الرَّوض المُربع" وغيرها أحسن الله إليه، لكنَّه لم يقارن نُصُوصَ المَسَائِلِ بأُصُولِ "الطَّبقاتِ" الخَطِّيَّةِ، ولا خَرَّجَ الأحَادِيْثَ المَذْكُورةَ في المَسَائل؛ لذا قَلَّت فائدته، ولو فَعَلَ لكان أجمَلَ، وقد جاء في أول مسألة منه خطأ طباعة، قال: "قال الخرقي: وإذْ كان .. " صوابها كما في "الطبقات" المطبوع: "وإذا كان .. ".
(٣) في (ط): " أتان".
(٤) في (ط) و (أ): "وبه". والأقرب ما أثبته بدليل قوله: "وهي منصوصة".
(٥) في (هـ): "لم يخرج".