وأمَّا ولادَتُهُ فذكَرَ الحافظُ الخَطِيْبُ، قال: "حدَّثَنِي الأزْهَرِيُّ، قَالَ: قال لنَا ابنُ أَخِي ميمي مولدي يوم الثلاثاء. وَأَخْبَرَنَا محمَّدُ بن علي بن الفتح، قال: سَمِعْتُ ابْنَ أَخِيْ مِيْمِيْ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ يومَ الثُّلاثاء العَاشِرَ من صَفَرٍ سَنَةَ أربعٍ وثلاثمائة؟ ". (١) تقدم التَّعريف به في الجزء الأول. (٢) أبُو الطَّيِّبِ بنُ المُنتَابِ: (٣٠٤ - ٣٨٩ هـ) أَخْبَارُهُ في: مُخْتَصر النَّابُلُسِيِّ (٣٥٦)، والمَقْصَد الأرْشَد (٢/ ١٩٩)، والمَنْهَج الأحْمَد (٢/ ٣١١)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١٨١). ويُراجع: تاريخ بغداد (١١/ ٣١٠). قال الحافظُ الخِطِيْبُ: "أبو الطَّيِّب الدَّقاق، أخو عَبْدِ الله، كان إمامَ جامعِ المَنْصُوْرِ في الصَّلوات سوى الجُمُعَاتِ، وحدَّث عن البَغَويِّ، وابن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وإسماعيل بن العبَّاس الورَّاق، حدَّثنا عنه الأزهريُ، والخلَّال والحسين بن جعفر السلماسي، والعتيقي، والقاضي الصيمري، والتَّنوخي. أخبرنا التَّنوخي، قال: قال لي أبو الطَّيب عثمان بن عمرو بن المُنْتَاب: أخي أسنُّ مِنِّي، أَنَا أعلى إسنادًا، وأدركتُ مَنْ لَمْ يُدْرِكْ أَخِي. وَوُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَع وثلاثمائة. وسَمِعْتُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وثلاثمائة أول سماعي. وذكر محمد بن أبي الفوارس أبا الطَّيِّب بن المُنتاب، فقال: كان كثير التَّساهل لم يُرَ لَهُ أصلٌ جَيِّدٌ، رأيت بعض أصحابنا يُقرأ على الأزهريِّ شيئًا من كتاب "الزُّهد" لابن المبارك، عن ابن المُنتاب، عن ابن صاعدٍ، فقال الأزهريُ: لم يسمعه ابن المُنتاب من ابن صاعدٍ؟! وقد كان شيخًا صالحًا". أقول - وعلى الله أعتمد -: أخُوه عبدُ الله لم أَقِفْ عليه لا في "تاريخ بغداد" ولا في غَيْرِهِ. وقَوْلُ المُؤلِّفِ هُنَا: "إمامُ جامع المدينة" لا يَتَعَارَضُ مع قَوْلِ الحَافِظِ الخَطِيْبِ =