كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت العثيمين

قَالَ: إِنَّ أَحْمَدَ يَمْنَعُنَا مِنْ بِرِّ وَلَدِهِ، فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، فِي قِصَّةٍ طَوِيلةٍ ذَكَرَهَا المُتَوَكِّلُ. وَقَالَ البُوشَنْجِيُّ: حَضَرَ يَوْمًا عِنْد أَحْمَدَ جَمَاعَةٌ من أَصْحَابِ الحَدِيْثِ من إِخْوَانِهِ. فاشْتَرَى لَهُمْ بِمَا كَانَ عِنْدَه من النَّفَقَةِ، وأَطْعَمُهُمْ، وَصَبَرَ على مِقْدَار رُبْع سَوِيْقٍ ثَمَانَية عَشَرَ يَوْمًا، بعَسْكَرِ المُتَوَكِّل (١)، مُكْتَفِيًا بذلِكَ، حَتَّى أَتَتَه النَّفَقَةُ من بَغْدَادَ، لَا يَذُوْقُ (٢) من مَائِدَةِ المُتَوكِّلِ شَيْئًا.

٣٧٦ - مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْم (٣) بنِ مُسْلِمِ بنِ سَالِمٍ، أَبُو أُميَّةَ، سَكَنَ طَرَسُوس،

(١) هي سُرَّ مَنْ رأى (سامراء).
(٢) في (ب): "ولا يذوق".
(٣) أبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ: (؟ - ٢٧٣ هـ)
الإمامُ الحافظُ صاحبُ "المُسْنَدِ". إمامٌ، علامةٌ، محدِّثٌ، مشهورٌ.
أخْبَارُهُ في: مناقب الإمام أحمد (١٣٩)، ومُخْتَصَرِ النَّابُلُسِيِّ (١٩٧)، والمَقْصدِ الأرْشَدِ (٢/ ٢٣٠)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (١/ ٢٦٨)، ومُخْتَصَره " الدُّرِّ المُنَضَّدِ " (١/ ١٠٠).
ويُراجع: الجرح والتَّعديل (٥/ ٣٦٩)، وتاريخ بغداد (١٠/ ٤٢٥)، والثِّقات لابن حبَّان (٩/ ١٣٧)، وحلية الأولياء (١٠/ ٣٢٠)، وتاريخ بغداد (١/ ٣٩٤)، والأنساب (٨/ ٢٣١)، واللُّباب (٢/ ٢٧٥)، والمعجم المُشتمل (١٧٦)، وتاريخ دمشق (٥٠/ ٢٣٩)، ومختصره (٢١/ ٣٤٤)، والمنتظم (٥/ ٩٠)، وطبقات علماء الحديث (٢/ ٢٧٧)، وتهذيب الكمال (٢٤/ ٣٢٧)، وتاريخ الإسلام (٤٢٦)، وسير أعلام النُّبلاء (١٣/ ٩١)، وتذكرة الحفَّاظ (٢/ ٨٥١)، والعبر (٢/ ٥١)، وميزان الاعتدال (٣/ ٤٤٧)، وتهذيب التَّهذيب (٩/ ١٥)، والنُّجوم الزَّارهة (٣/ ٧٠)، وطبقات الحفَّاظ (٢٥٨)، وشذرات الذَّهب (٢/ ١٦٤، ٣/ ٣٠٨).
أبو أُمَيَّة هذا بغداديٌّ، وأصلُهُ من سجستان، وَنَزَلَ طَرَسُوسَ فنُسِبَ إليها، محدِّثٌ ثقةٌ، صَدُوقٌ، من أهل الرِّحلةِ في طلبِ الحديثِ، ووصف بأنه "رجلٌ رفيعُ القَدْرِ جِدًّا، كان =