وفي عام (١٩٥٢ - ١٩٥٣) طُبع كامِلًا مُستقلًا، لا مع الطَّبقات كما هو مَعْلُومٌ وقَوْلُهُمَا:"مع الطَّبقات" يُفْهَمُ منه أنَّه في هَامِشِهَا كما هي عادةُ المَطَابع القَدِيْمَة يطبَعُون كتابًا في حَاشِيَة كتابٍ آخر، ويُعَبِّرُ الباحِثُون عن ذلك بقَوْلهِم:"طُبعَ مع … ".
وقال العَلاَّمَةُ ابنُ بدْرَان في "المَدْخَلِ": "وانتَهَى فيه إلى سَنَةِ اثنتي عَشْرَةَ وخَمْسِمَائة" والصَّحِيْحُ أنَّه انْتَهَى فِيْه إلى سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وخَمْسِمَائَةَ؛ لأنَّه تَرْجَمَ لأبِي الوَفَاءِ ابنِ عَقِيْلٍ، والمُبَارَكِ بنِ عليٍّ المُخَرِّمِيِّ، وهُما في وَفَيَاتِ سَنَةِ (٥١٣ هـ)، لكنَّه خَتَمَ بتَرْجَمَةِ طَلْحَةَ العَاقُولي (ت ٥١٢ هـ) مُخَالِفًا لِمَنْهَجِهِ -كَمَا سَيَأْتِي-.
٥ - تَطبيقُ ابنِ أبي يَعْلى لِمَنْهَجِهِ في "الطَّبَقَاتِ":
لَمْ يَلْتَزِمِ القَاضِي أَبي الحُسَيْن ﵀ الْتِزَامًا تَامًّا بالمَنْهَجِ الَّذي رَسَمَه لِنَفْسِهِ في "الطَّبقات" حَيْثُ قَالَ: "وَجَعَلْنَا الطَّبقةَ الأوْلَى والثَّانيةَ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ في أَوَائِلِ الأسْمَاءِ، وكَذلِكَ أَسْمَاء آبائِهِمْ" فقدَّم "أحمدُ ابنَ حِبَّان"(١/ ٨٧) على "أَحْمَدَ بنِ أبي بكر"(١/ ٨٨)، وقدَّم "أَحْمَدَ بنَ خَلِيْلٍ" على "أَحْمَدَ بنِ خَصِيْبٍ"(١/ ٩١، ٩٣)، وقَدَّمَ "أَحْمَدَ بنَ سَعِيْدٍ" على "أَحْمَدَ بنِ سَعِدٍ"(١/ ١٠٠، ١٠٧)، وقَدَّمَ "أَحْمَدَ بنَ زُهَيْرٍ" على "أَحْمَدَ ابنِ زُرَارَةَ"(١/ ٩٨، ٩٩)، وقَدَّمَ "أَحْمَدَ بنَ شَبُّويَهْ" على "أَحْمَدَ بنِ شَاكِرٍ"(١/ ١٠٩، ١١٠) ٠٠ وغيرها. ويذكر مثلًا مَنْ اسمه "العباس" ومن اسمه "علي" ومن اسمه "عمر" ولا يلتزم فيها بالأول فيقدم بعضها على