طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (١/ ١٧٧) في ترجمة أبي الحُسين -لما ذَكَرَ مؤلَّفاته- قال:"طَبَقات الأصْحَاب" وفي مُقدِّمَةِ كتابه قال: "وَجَعَلْتُهُ ذَيْلًا على كتاب" طَبَقَاتِ فُقَهَاءِأَصْحَابِ أَحْمَدَ" للقَاضِي أبي الحُسين .. " وجاءت التَّسميةُ هذِه هَكَذا "طَبَقَاتُ الحَنَابِلَةِ" في النُّسخةِ الخَطِّيّة الأصْلِيَّةِ لمُختَصَرِ النَّابُلُسِيِّ (ت ٧٩٧ هـ) على ورقة العُنْوان، وفي كَشْفِ الظُّنون (٢/ ١٠٩٧): "طَبَقَاتُ الحَنْبَلِيَّة للقَاضي أبي الحُسين .. ". وهذا الاختِلَافُ في التَّسْمِيَةِ يَدُلُّ على أنَّ النُّساخَ لم يلتَزِمُوا بما كَتبَهُ المُؤَلِّفُ وكلُّ ناسخٍ يكتُبُ عنوان الكتاب بما يَدُلُّ عليه مَضْمُوْنُهُ ومُحتَوَاهُ، وسببُ ذلِك -في نظري- رَاجِع إلى أنَّ المُؤَلِّفَ لم يَلْزَمِ السَّجعةَ المألُوفة في عُنْوَانَاتِ الكُتُبِ؛ لِذَا سَهُلَ على النُّسَّاخِ تَغْيِيْرُهَا، واخْتَرْتُ التَّسمية بـ "طبقات الحنابلة" لأنَّها أَصبَحَت هي المَشْهُوْرَةَ لَدَى الأوْسَاطِ العِلْميَّةِ منذُ طُبْعِ مختصر النَّابُلُسي سَنَةَ (١٣٥٠ هـ) وطُبْعِ الطَّبَقَاتِ سَنَةَ (١٣٧١ هـ) حتَّى اليَوْم، وليس كل من في الكتاب من الفقهاء، وكلهم من أصحاب الإمام ﵀ ثم أصحاب أصحابه .. إذا فهي تَسْمِيَةٌ صَحِيْحَةٌ من النَّاحِيَةِ العِلْميَّةِ وَلَهَا حَظُّ من النَّقْلِ الصَّحِيْحِ.
٢ - توثيق نِسبَتِهِ إلى المُؤَلِّف:
ولا يَحْتَاجُ البَاحثُ إلى تَوْثِيْقِ نِسْبَةِ هذَا الكِتَابِ إلى مؤلِّفِهِ؛ لاشتِهَارِهِ بينَ العُلَمَاءِ من زَمَنٍ مُبَكِّرٍ، لكنَّ التَوثيق منهج سار عليه كثيرٌ من المُحَقِّقِيْن، لذا أقولُ: نَقَلَ عَنْه الحافظُ ابنُ النَّجَّارِ في "ذيل تاريخ بَغْدَادِ"(٢/ ١٢٠)، وعنده منه نسخةٌ بخطِّ مؤلِّفه، قال: "قَرَأْتُ في كتاب القاضي