للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَالَ عبدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي مُحمَّدُ بنُ بَكَّارٍ، حدَّثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَن أَبِي الحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحمَن بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: "مَكَثَ مُوْسَى أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً، لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ مِنْ نُوْرِ رَبِّ العَالَمِيْنَ".

أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ المِهْرَوَانِيُّ (١)، قَالَ: أخْبَرَنَا عليُّ بنُ بِشْرَانَ، حدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَاحِدِ -قَالَ: وأَخْبَرَنِي السَّيَّارِيُّ (٢)، قَالَ: أَخْبَرَني أَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ الصُّوْفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كُنْتُ بينَ يَدَي أَبي (٣) جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَتْ طَائِفَةٌ من الكَرْخِيِّين (٤) فَذَكَرُوا خلَافَةَ أَبي بَكْرٍ، ولِخلَافَةَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، ولِخلَافَةَ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ ، فَأكثَرُوا، وذَكَرُوا خِلَافَةَ عَليِّ بن أِبي طَالِبٍ ، وزَادُوا، فَطَالُوا فَرَفَعِ أَبِي رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ، قَدْ أَكْثَرْتُمُ القَوْلَ في عَلِيٍّ والخِلَافةِ، عَلَى أَنَّ الخِلَافَةَ لم تزيِّنْ عَلِيًّا، بَلْ عَلِيٌّ زَيِّنَهَا، قَالَ السَّيَّارِيُّ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الحَدِيْثَ بعضَ الشِّيْعَةِ، فَقَالَ لِي: قَدْ أَخْرَجْتَ نِصْفَ مَا كَانَ في قَلْبِي على أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مِنَ البُغْضِ.


(١) سبق ذكره في الجزء الأول (١/ ١٢٢).
(٢) يظهر لي أَنَّه القاسم بن القاسم بن مهدي السَّيَّارِيُّ المَرْوَزِيُّ، سِبْطُ الحافظِ أحمدَ بن سَيَّار، ونسبته إليه، تُوفي السَّيَّاري سنة (٣٤٤ هـ). يُراجع: سير أعلام النُّبلاء (١٥/ ٥٠٠)، والأنساب (٧/ ٢١٢).
(٣) ساقط من (ب).
(٤) الكَرْخُ حَيٌّ كَبيرٌ من أحياءِ بَغْدَاد، أغلبُ سُكَّانه من الشَّيعة، وهم المقصودون بقوله: "طائفة الكرخيين".