للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ط -

من العلماء المغاربة الذين اشتغلوا بعلم الكلام واشتهروا به، وترجم لهم في "ترتيب المدارك".

نقول: هذه المدرسة كانت على علم تام بالجدل والمناظرة وأصول الدين والكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، وأن كتب الأشاعرة في علم الكلام كانت معروفة بين رجالها يتدارسونها في كافة أنحاء المغرب.

ومن هنا نصل إِلى عدم صحة ما حيك حول مهدي الموحدين، من أن علماء المغرب في عهد المرابطين، لم تكن لهم معرفة بالجدل والنظر، وأَنهم - لذلك لم يستطيعوا أَن يثبتوا له في مناظراته، وأَن التجسيم كان غالبًا عليهم في الاعتقاد، فجاء ابن تومرت بعقيدة التوحيد، ونشرها، وَسمّي أتباعَه الموحَدين، إلى آخر ما قيل وكُرّر (٣٧).

إِنه خُدعة سياسة أذاعها ابن تومرت وأنصاره لتوطيد نفوذهم في نفوس الجماهير، واغتربها المؤرخون، ومن العجيب أن يكون ابن خلدون الواعي من ضحاياها.

وبسبتة أيضًا عن أعلامها ومحدثيها أخَذ علمَ الحديث، متنَه وغربيَهُ ورجالَه ومصطلحَه.

فقرأ الموطأَ للإمام مالك، ومسند الموطأ لأبي القاسم الجوهري، وصحيح البخاري بروايتي الفِرِبْري والنَّسَفي، وصحيح مسلم، وسنن النسائي، وشرح غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، وإصلاح الغلط على


(٣٧) ابن خلدون، العبر ٦/ ٢٢٦ - ٢٢٩، ٦/ ٢٦٦.