للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أبطأ عليهم خرجوا فوجدوه قد فات، وسار إلى أن نجا، فلحق بطليطلة، ورد رمكتهم، فتقبله أهلها وأجاروه.

وكان مجيره المعروف بأبزى (٤٧٣)، وطالبهم الأمير الحكم بإسلامه إليه، فلم يفعلوا، ومنعوه بعزة أنفسهم، فأتاه كتاب الأمير أخيرا في الرجوع إلى وطنه، وبذل له الأمان، ويرد إليه متاعه وماله، وكان يحيى قد كتب إليه في ذلك، فاستجاب له، وعاد إلى قرطبة، أخريات أيام الحكم، فلم يزل تحت كرامة بقية أيامه وأيام ولده، وعرض جاهه، وشهر فضله وعلمه؛

ولما انصرف إلى قرطبة باع جميع عبيده، واستبدل بهم، فقيل له في ذلك، فقال؟

نكره أن يصحبنا من عرف ما دار علينا من الهرب والذل،

وامتدت أيامه إلى أن توفى لثمان بقين من رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيما قاله ابن الفرضي.

وقال الرازي: عشية يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة.

وقيل إنما توفى سنة ثلاث وثلاثين، حكاه أبو عمر الحافظ.

وكان سنه يوم توفى ثنتين وثمانين سنة، وترك ابنين يأتي ذكرهما.

ولما مات يحيى أسند وصيته إلى القاضي محمد بن زياد بن ربيع، أحد خاصته، وهو الذي صلى عليه بعد موته.

فذكر أن ابنه الأصغر عبيد الله كان قدمه، وأن ابنه الأكبر إسحاق تقدم بتقدمه للصلاة عليه، يكبر بتكبير ابن زياد ويسلم بتسليمه؛


(٤٧٣) ك: المعروف بأبزى - أ: المعروف بأمرنى - ط: المعروف بأمرى.