للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسئل محمد بن عبد الحكم عن القراءة بالألحان فقال: مالك يكرهه، ولقد كان أبى ويوسف بن عمرو، وغيرهما، في بيت الشافعي، فقال له بعضهم (اقرأ الراهب) أو نحو هذا (٣٦٤)، فاستبشع أبي تلك الكلمة، وقال يوسف: تعال فاقرأ (يوم يجمع الله الرسل) حكاية الرهبان.

قال محمد: أحضر لهيعة القاضي أصحابنا للمشاورة، فيهم أبي ويوسف بن عمرو،، فقال يوسف: لا تحضرنا إن كان فلان يحضر مجلسك، فليس هو ممن يرضى.

قال أبو الربيع الرشديني: كان يوسف بن عمرو يقول ليحيى بن بكير: اذهب بنا إلى رشدين بن سعد، لعل قلوبنا ترق، فيأتونه، وبيته بيت رجل صالح.

قال أبو الربيع: وسمعت يوسف بن عمرو يقول: والله الذي لا إله إلا هو، ما تصلح الدنيا لشيء مما خلق الله، إلا للزهد فيها.

قال محمد بن عبد الحكم: كان أبى، والشافعي، وابن بكير، وجماعة من أصحابنا، في منزل يوسف بن عمرو، في صنع عرس لهم، وكان ثم لهو ودف، فما أنكره واحد منهم.

قال يونس: مرض يوسف مرضًا شديدًا، ثم نقه، فاشتهى رطبًا، فأتاه به بعض أهله من السوق، فأكله وغلبته عليه شهوته، وكان قبل لا يأكل شيئا حتى يبحث عن أصله، فلما فرغ من أكله نام فاستيقظ فزعًا، وسأل الذي اشتراه له من أين هو؟.


(٣٦٤) أ، ك، م: فقال له بعضهم: "اقرأ الراهب" أو نحو هذا! ط: فقال له بعضهم: "اقراء الراهب" أو نحو هذا!.