للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ﴾ الآية (٣٥٥) فحركت دابتي نحو الصوت فلم أر أحدا، فعدت إلى موضعى فسمعت الصوت، فقمت فلم أر أحدًا. فعدت إلى القعود فعاد الصوت ثالثة، فعلمت أنى المراد، فحمدت الله، وقامت لي في طلب العلم، وبنيتها ووكلت من يحرسها بأجرة، فلم يعد أحد إلى خرابها.

وقد حكيت مثل هذه الحكاية لليث بن سعد حين بنى داره والله أعلم.

وقال: ما مرت بي إلا أعوام يسيرة حتى احتاج أولائك وغيرهم من أهل بلدى إلى؛

***

قال ابن أبي مريم: شيعنا أشهب إلى الرباط ما يملك نصف درهم، فما مات حتى كان ينفق كل يوم على مائدته عشرة مثاقيل، وكان قد فتح عليه في الدنيا.

وقال سحنون: كانت بمصر مجاعة، فحضرته يتصدق بالدنانير من غدوة إلى الليل، وتصدق بما كان معه من طعام.

وذكر عنه سحنون أنه رآه تصدق في يوم واحد بألف دينار.

***

وذكر ابن الجزار في كتاب التعريف أن ابن القاسم ترك كلام أشهب، لأنه تقبل أرض مصر، فسأل رجل ابن القاسم عن قبالة أرض مصر، فقال: لا تجوز؛

فقال له: فأشهب يتقبلها.

فقال له ابن القاسم: افعل أنت ما يفعل أشهب وتقبل الجامع.

***


(٣٥٥) الآية ٤ من سورة القصص.