فأجابني، فانتهيت إليهم، فأعلمتهم، فلما كان وقت التعريس، قام، وقمت معه إلى القوم، فوجدت أشهب قد مد أنطاعه وأتى من الأطعمة بأمر عظيم، وصنع ابن وهب دون ذلك، فسلم ابن القاسم وقعد، ثم أدار عينيه فإذا بسكرجة فيها دقة، فأخذها بيده، فحرك الابزار إلى ناحية. ولعق من الملح ثلاث لعقات، وهو يعلم أن أصل ملح مصر طيب، ثم قام وقال: بارك الله لكم؛
قال سحنون فاستحييت أن أقوم، فتكلم أشهب وعظم الأمر، فقال ابن وهب: دعه، دعه؛
***
قال أبو الفضل مولى نجم: كان ابن القاسم يأكل في الشهر عشرين مدًا من دقيق، بعد النبي ﷺ، وكان فقيهًا عابدًا.
قال غيره: لأنه كان رد قوته إلى ثلث مد شعير في اليوم.
***
وذكر أن رجلا من أهل العلم والخير قدم من العراق، وأراد الاجتماع به، فأتاه رجل في ذلك، فوعده وقتًا لذلك، فلما استنجزه قال له ابن القاسم: إني نظرت في ذلك فرأيت أنه يدخله المباهاة، فيتزين لي وأتزين له، دعنى من ذلك.
***
وكان المصريون يقولون للكوفيين: اذكروا أخلاق سفيان، ونذكر أخلاق ابن القاسم، فيسكتون.
***
قال ابن وضاح: كان أهل الأندلس قد مشوا بين ابن القاسم وأشهب حتى أفسدوا ما بينهما، وحلف أشهب بالمشى إلى مكة ألا يكلم ابن