للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن وهب: قال لى مالك: ما خلفك عنا منذ ليال؟

قلت: كنت أرمد؛

قال مالك: أحسب من كتب الليل؛

قلت: أجل؛

فصاح مالك بالجارية: هاتى من ذلك الكحل لصديقى المصرى ابن وهب؛

قال اسماعيل بن قعنب: كنت مع ابن وهب عند مالك، فكانت الهدية تأتى الى مالك بالنهار، ويهديها الى ابن وهب بالليل؛

قال ابن وهب: دخلت المسجد فاذا الناس يزدحمون على ابن سمعان، واذا هشام بن عروة جالس، فقلت: أسمع من هذا وأسير اليه، فلما فرغت قام فأتيت منزله، فقيل: هو راقد، فقلت أحج وأرجع اليه، فرجعت وقد مات.

وقيل لابن وهب: ان ابن القاسم يخالفك في أشياء؛ فقال: جاء ابن القاسم الى مالك وقد ضعف، وكنت أنا أتى مالكا وهو شاب قوى يأخذ كتابي فيقرأ منه، وربما وجد فيه الخطأ، فيأخذ خرقة بين يديه، فيبلها في الماء، فيمحوه، ويكتب لي الصواب.

قال ابن وهب: لولا أن الله أنقذنى بمالك والليث لضللت؛

فقيل له: كيف ذلك؟

قال: أكثرت من الحديث فحيرني، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان لى: خذ هذا ودع هذا.

قال نعيم بن حماد: كان ابن وهب جعل للغرباء يوم الثلاثاء *، فيقرأون عليه، فيأتى الداخل، وقد بقى عليه من الكتاب الذى يقرأه شيء،