للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان فصيحًا، روى أنه كان إذا ذاكره الشافعي، لم يعرف الناس كثيرًا مما يقولان، لأن الشافعي تأدب بهذيل في البادية، وعبد الملك تأدب في خؤولته من بني كلب بالبادية؛

***

قال يحيى بن أكتم القاضي: عبد الملك: عبد الملك بحر لا تكدره الدلاء؛

قال عبد الملك: أتيت المنذر بن عبد الله الحزامي (٢٠٧)، وأنا حديث السن، فلما تحدثت وفهم عنى بعض الفصاحة، قال لي: من أنت؟.

فأخبرته؛

فقال لي: أطلب العلم، فإن معك حذاءك وسقاءك.

***

وقال ابن المعذل: كلما تذكرت أن التراب أكل لسان عبد الملك، صغرت الدنيا في عيني؛

وقيل له: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟

فقال: كان لسانه إذا تعايى أحيى (٢٠٨) من لساني إذا تحايى.

***

قال ابن حارث: كان من الفقهاء المبرزين، وأثنى عليه سحنون، وفضله، وقال: هممت أن أرحل إليه، وأعرض عليه هذه الكتب، فما أجاز منها أجزت، وما رد رددت، وأثنى عليه ابن حبيب كثيرًا وكان يرفعه في الفهم على أكثر أصحاب مالك.

***


(٢٠٧) م: المنذر بن عبد الله الحزامي، وهو كما في الخلاصة ص ٣٨٧: المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبيد الله بن خالد بن حزام الحزامي بكسر أوله - ط، أ: الحرامي - ك: الجذامي.
(٢٠٨) أ، ك، م: أحيى - ط: أحد.