للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقديمه، فوشى بهم إلى الأمير وأوقفه على صحة الحال بأن أدخل كاتبه وثقته قبة له، وأسبل عليه سترًا، في يوم وعدهم الاجتماع فيه معه، فلما حضروا أقبل يسألهم عمن معهم في هذا الأمر، والكاتب يكتب، إلى أن استراب بعضهم بكثرة سؤاله، وقيل بل سمع صرير القلم وراء الستر، فكشفوه، فوقفوا على الأمر، فسقط في أيديهم، وبادروا الخروج، فنجا من بادر، وقبض على من بقى، فكان ممن نجا يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار، وقبض على يحيى بن مضر فيمن قبض، فأمر الأمير بصلبهم على شط نهر قرطبة، وكانوا اثنين وسبعين رجلا من الفقهاء وأهل الصلاح؛

وقيل كان عدد من صلب مائة وأربعين.

وقيل في شرح هذه القصة غير هذا؛

فعظم ما فعل بهم في قلوب الناس، وغدوا له على جدة، لم يزالوا متربصين للوثوب به، إلى أن قاموا القيامة المشهورة بوقعة الربض التي اصطلموا (١٨٩) فيها، سنة اثنين ومائتين.


(١٨٩) أ، ط: التي اصطلموا فيها - ك، م: الذين اصطلحوا فيها - واصطلم معناها استأصل.