ولولا أن عمر بن عبد العزيز قاله ما قلته، وما قاله عمر فخرًا ولا رياء ولا قاله إلا ليقتدى به.
* * *
وشاور المصعب بن عمران القاضي، عند موت صعصعة بن سلام؛
وأدب بقرطبة قبل رحلته، وكان إمام الناس بها في القراءة.
قال أبو عمرو المقرى: وكان خيرًا فاضلا عالمًا أديبًا ثقة مأمونًا.
قال أحمد بن عبد البر: كان عاقلا نبيلا يروى حديثًا كثيرًا، ويتفقه في المسائل، رأسًا في علم القرآن، متهجدًا بالقرآن، كثير الصلاة بالليل، وتوفى فيما قيل سنة تسع وتسعين ومائة.
وروى عنه أنه كان يقول: ما من يوم يأتى إلا ويقول: أنا خلق جديد، وعلى ما يفعل في شهيد، خذوا منى قبل أن أبيد، فإذا أمسى ذلك اليوم خر لله ساجدًا وقال: الحمد لله الذي لم يجعلني اليوم العقيم.
وكان للغازى بن قيس ابنان:
عبد الله، وكان من أهل العلم بالعربية والتأدية لقراءة نافع، سمع من أبيه وروى عنه ثابت وابنه قاسم. توفي سنة ثلاثين ومائتين.
ومحمد أبو عبد الله، صاحب عربية ولغة، رحل فلقى الرياشي (١٧١) وأبا حاتم، ومات بطنجة في انصرافه. وقال لما حضره الموت:
الحمد لله ثم الحمد لله … ما ذا عن الموت من ساه ومن لاه
ماذا يرى المرء ذو العينين من عجب … عند الخروج من الدنيا إلى الله