للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيخطئ، فيمضوا على خطأه، أو يظفروا منه بشيء، فيطغوا ويزدادوا تماديًا على ذلك.

* * *

قال محمد بن سحنون: كانت المعتزلة تدعى ابن فروخ عندنا، فأخبرني بعض أصحاب أبي، وكان صحب أبا خارجة، قال: نزل بنا أبو خارجة فسألته عن ابن فروخ وما يرمى به. فقال: من قال هذا؟ فوالله الذي لا إله إلا هو، ما رأيت بهذين العينين شابًا أعبد الله من ابن فروخ.

ثم قال: والله لقد كنت معه حين سئل عن المعتزلة، فقال للسائل: وما سؤالك عن المعتزلة؟ فعلى المعتزلة لعنة الله قبل يوم الدين وفي يوم الدين وبعد يوم الدين، وفي طول دهر الداهرين.

فقال له: وفيهم قوم صالحون!

فقال: ويحك وهل فيهم رجل صالح؟

* * *

قال سحنون: مات رجل من أصحاب البهلول، فحضر هو وابن غانم وابن فروخ، فصلوا عليه، وجيء بجنازة ابن صخر (١٦٥) المعتزلي. فقالوا لابن غانم: الجنازة. فقال. كل حي ميت، قدموا دابتي، وقيل لابن فروخ مثل ذلك فقال مثله، وقيل للبهلول مثل ذلك، فقال مثله. وانصرفوا ولم يصلوا عليه، فكان ذلك مما عرف لابن فروخ.

* * *

وكان قبل هذا يرى الخروج على أئمة الجور إذا اجتمع ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر عدة أهل بدر، فلما خرج إلى مصر وشيعه الناس،


(١٦٥) ط، ك، م: ابن صخر - أ: ابن ضحى.