للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما رواه ابن غانم قال: مرحبًا بابن زرعة، وأوسع مجلسه، وقال له: ما جاء بك؟ فأخبره.

فقال: يا غلام، الرداء والنعال، فلبسهما ثم مضى الى الأمير، فسأله اخراج الجند من داره، ففعل.

***

وخرج ابن غانم مع جماعة الى منزله، ومعه سليمان بن زرعة، وخرج بزوامله ومطابخه، فنزل، وقرب اليهم الطعام، وفيه كنافة، ففجر رجل من القوم الزبد الى جهته، فقال ابن زرعة: أخرقتها لتغرق أهلها؟

فقال ابن غانم: استهزاء بكتاب الله تعالى؟ على ان كلمتك أبدا، وانصرف راجعا الى القيروان.

***

وهجا أبو المضرجي الشاعر، بني غانم، فاتصل ذلك بالقاضي، فضجر منه، واشتهر الشعر، فقيل لابن غانم: ليس لك الا أبو الوزن فانه يلقاه بكل ما يكره؛

وكان أبو الوزن مضحكًا ضعيف الشعر؛

فأتى به، فقال له ابن غانم، بلغنى انك بعيد الصوت، ونحن نحب من يؤذن فى الجامع، وقال لبعض خدمه: ادفع لأبى الوزن خمسة أقفزة قمحًا، وخمسين قفيزًا زيتًا، ومائة درهم حتى ننظر في أمره، فلما قبض ذلك أبو الوزن، قال للذي أتى به للقاضي: والله قصة! فاني لا أصلح أن أكون مؤذنًا.

فأخبر بالأمر، فقال: قد كفى؛

فدخل يومًا على إبراهيم بن الأغلب في جملة الشعراء، فنظر إلى الأمير ثم أنشده: